جددت ​الفصائل الفلسطينية​ في قطاع غزة تأكيدها على دعم ومؤازرة المقاومة الإسلامية في لبنان، ودعت إلى جهبة عمل مقاومة مشتركة بينها وبين المقاومة اللبنانية، ضد الاحتلال الاسرائيلي، بعد العملية التي نفذها مقاتلو "حزب الله" في مزارع شبعا المحتلة، وقتل فيها جنديان وأصيب سبعة آخرون وفق ما اعترف به الجيش الإسرائيلي إثر استهداف الحزب لرتل عسكري إسرائيلي كبير.

وفي أحاديث منفصلة مع "النشرة"، أكّد سياسيون وقياديون من الفصائل الفلسطينية أنّ هذه العملية هي أوّلية تأتي ضمن سلسلة الردود التي ستقوم بها المقاومة اللبنانية رداً على الجرائم الاسرائيلية التي كان آخرها اغتيال كوادر "حزب الله" والضابط الإيراني في القنيطرة السورية قبل أسبوع ونصف، محذّرة من أي عدوان إسرائيلي على لبنان أو أيِ من الدول العربية.

مع المقاومة

القيادي في حركة "حماس" يحيى موسى، بارك العملية، وقال: "إننا نبارك أي عمل مقاوم ضد العدو الاسرائيلي من أي طرف كان"، لافتاً إلى أنّ كل الجهود لا بدّ أن تتوّجه ضدّ هذا العدو المركزي لقهره بكل الطرق والسبل وفي كل الساحات.

وفي حديث إلى "النشرة"، أوضح موسى أنّ "مزارع شبعا أرض محتلة ومن واجب كل حركات التحرر أن تعمل على تحريرها".

وأضاف: "العدو الإسرائيلي ينتهك كل الحرمات وكل الأرض العربية وواجب على الجميع تحريرها في لبنان وفلسطين وفي كل مكان، حتى دحر الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا العربية الفلسطينية".

وتابع: "نحن مع المقاومة ومشروعنا مشروع مقاومة ونحن في تناقض مع العدو وهذه قاعدة واضحة تماماً".

جبهة عمل موحدة

ودعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى تشكيل "جبهة مقاومة موحدة" مع "حزب الله" اللبناني في مواجهة إسرائيل، خلال مسيرة حاشدة نظمتها القوى الوطنية والإسلامية في القطاع تضامناً مع "حزب الله" عقب العملية التي نفذها ضد الرتل العسكري في مزاع شبعا المحتلة، انتقاماً لكوادره الذين اغتالتهم إسرائيل جنوب سوريا، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وأعلام لبنان، و"حزب الله".

وقال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي :"إن جبهة المقاومة من لبنان إلى شبعا إلى القنيطرة والقدس وإلى غزة هي جبهة موحدة وأي جهة يستهدفها الاحتلال ستصبح مشتعلة".

ولفت البطش إلى أنّ "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة"، مشدداً على ضرورة التوحد فلسطينياً وعربياً لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

الفصائل التي دعت إلى جبهة مقاومة موحدة، وزعت الحلوى احتفاءً بعملية "حزب الله"، كما أكّد الناطق باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة على "حق حزب الله في الرد بالطريقة التي يراها مناسبة"، معبراً عن رفض حركته لأي عدوان إسرائيلي على أي من الدول العربية.

وقال أبو عيطة "إن الاعتداءات الأخيرة على لبنان وسوريا ستولد ردات فعل غاضبة وإسرائيل تتحمل تداعياتها".

الأولى..

أما مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في قطاع غزة، لؤي القريوطي، فاعتبر أنّ عملية "حزب الله" هي الأولى ضمن سلسلة ردود ستقوم بتنفيذها المقاومة الاسلامية في لبنان.

وفي حديث إلى "النشرة"، أكد القريوطي أنّ المحور الذي يمتدّ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى الجمهورية السورية و"حزب الله" في لبنان، إلى المقاومة في فلسطين هي كلها جسم واحد ومقاومة واحدة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

وشدّد القريوطي على أن المقاومة سيكون لها أداء مميز كما كان في كل الجولات السابقة مع الاحتلال الاسرائيلي، مشيداً بعملية "حزب الله" المزدوجة.

أخيراً، تؤكد هذه العملية على استمرار مقاومة الاحتلال في كل الساحات اللبنانية والفلسطينية، في الوقت الذي أثبتت فيه أن المقاومة واحدة تجاه العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يرتكب الجرائم والحماقات في مختلف البلدان العربية، كمقاومة مشتركة تحمل استراتيجية العمل المقاوم حتى دحر الاحتلال.