رأت صحيفة "الرياض" السعودية أن "رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو حصل على فرصة العمر بإشعال حرب مع حزب الله وتدمير أكبر كم من عتاد الحزب ليكسب جولة الانتخابات القادمة، ويعزز هيبة جيشه، ويرسل خطاب إنذار لإيران بأن ذراع إسرائيل طويلة"، متسائلةً "ماذا عن موقف المجتمع الدولي، وخاصة الحليف لسورية وإيران ونعني روسيا وأيضاً أميركا وأوروبا المتحالفتين مع إسرائيل؟، أم الأمور في الظروف الحالية لا تقاس بأزمنة سابقة عندما كانت إسرائيل هي من يختار الضربة ويقرر وقفها أو الاستمرار بها إذا علمنا، ومن مصادر إسرائيل نفسها، أن تسليح حزب الله قوي ويعادل أضعاف قوة الجيش اللبناني، وأن التورط في حرب استنزاف طويلة قد تخلق لإسرائيل ظروفاً لا تستطيع معها المغامرة، وأن عملية تدمير غزة قد لا تكون بنفس السهولة مع جنوب لبنان؟".

وأشارت الى ان "التوقعات بحرب وشيكة ربما لها دوافعها، أي رد الاعتبار لحزب الله الذي واجه أكثر من ضربة وادعاؤه أنه خط المقاومة تجاه إسرائيل يفرض عليه، على الأقل، بهذا الدافع أي عنصر المقاومة أن يتحرك ولو بشكل محدود، نفس الأمر مع إسرائيل فهي تخشى مفاجآت حرب خنادق ووسائل أخرى تعيد سيرة حروبها مع غزة والضفة والتي فرضت عليها بناء حائط صد ضد تلك الغزوات، غير أن امتناعها عن استعمال ضرباتها ستواجَه الحكومة في الداخل بعناصر القوى الضاغطة والتي ربما تطيح بنتانياهو لصالح تيار أكثر تشدداً وعنفاً".

ولفتت الى ان "الموقف الدولي سيبقى متفرجاً إلا إذا حدث مالم تتوقعه الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالبحث عن حل غير تواجد قوات الأمم المتحدة على حدود البلدين غير أن إسرائيل بموازين القوى الأكبر من حيث التسلح والتدريب وتجارب خوض المعارك، تدعمها استخبارات تعرف ربما أسرار حزب الله وكل ما يدور في لبنان، ومع ذلك فكل حرب تولّد مقاومة وقد لا يكون الشعب اللبناني محايداً، أمام مثل هذه المعركة، رغم أن بعض الأحزاب وأعضاء في الحكومة والطوائف الأخرى يتمنون مثل هذه المعركة للتخلص من قوة حزب الله ليكون الجيش في المستقبل هو من يفرض هيمنته وإدارته للدولة المنزوعة الرئاسة وشبه المجمدة بسبب ذلك الحزب".

وأضافت "إسرائيل أيضاً قد لا تريد إضعاف حزب الله وهو يخوض حربه في سوريا لأن نشوء "داعش" جديدة في لبنان وسوريا على حدودها، يعني أن الأمور ستفرض عليها الدخول في معارك طويلة مع جماعات انتحارية لا يهمها أن تدمر كل سوريا، وأن وجود حزب الله على حدودها ويقوم بدور المحارب لجماعات الإرهاب يخدمها، وهذا أمر يجعل جميع الاحتمالات قائمة، ولكن ستصحبها مفاجآت لا أحد يدري نتائجها".