نشرت الحكومة الفرنسية بيانات مصممة للمساعدة في مكافحة الفكر الجهادي على نطاق واسع على الانترنت - ولكن مع جرعة كبيرة من السخرية، فبعد الهجوم على صحيفة تشارلي ايبدو، أطلقت الحكومة موقعا إلكترونيا جديدا يحمل عنوان "stop-djihadisme.gouv.fr"، ويهدف إلى مواجهة الدعاية للجهاد المنتشرة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

والفئة التي يستهدفها الموقع هي فئة الشباب بالاضافة الى عامة الناس، وقد لاقى هذا الموقع رواجاً سريعاً فقد حصل على 17,000 لايك على الفاسبوك ، و12,000 متتبع على تويتر. وشاهد أكثر من نصف مليون شخص شريط الفيديو الذي نشر على الانترنت والذي يهدف الى مواجهة تجنيد الشباب.

وظهرت بسرعة التعليقات والبيانات التي تسخر من التطرف. ولفت انتباه مستخدمي الانترنيت البيانات التي نشرتها الحكومة. فقد حددت ثمانية علامات تنذر بميول التطرف، ومنها الانسحاب من أوساط العائلة والاصدقاء، الاقلاع عن النشاطات الرياضية، انهاء الصداقات القديمة، تغيير طريقة اللباس، وتغير العادات الغذائية.

ونشرت الحكومة صورة رغيف فرنسي وعليه اشارة X للتطرق الى تغيير العادات الغذائية. فتشارك مستخدمي الانترنت هذه الصورة مع التعليق الساخر الآتي: "الحكومة الفرنسية تدعو الى الحذر من أولئك الذين لا يأكلون الرغيف الفرنسي أي الباغيت".

ونقلت قناة الـ"بي بي سي" عن مسؤول الاتصال السياسي في مؤسسة كويليام اللندنية لمكافحة التطرف، جوناثان راسل اشارته الى أن "السخرية هي التي يمكن توقعها عندما يتعلق الأمر بالحملات التي تديرها الحكومة".

واضاف ان "الاستجابة العامة هي أن الناس لا يحبون أن يوجه أحد كيفية تفكيرهم، و هذا لا يعني أن أولئك الذين يطلقون التعليقات الساخرة أنهم يؤيدون التطرف، خاصة أن الحملة تفتقر إلى عنصر المصداقية".

ومع ذلك، يرى راسل أن الحملة مفيدة وهي رد جيد على التطرف العنيف في فرنسا. وهذه البيانات والتعليقات الساخرة تؤكد أن التطرف يستوجب عملية معقدة وهو واسع الانتشار ، والمطلوب من الشعب الفرنسي لعب دور في محاولة وقف هذا التطرف.