لفت السفير الفرنسي في لبنان ​باتريس باولي​ في حديث لـ"النهار" الى أن "عوامل التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل ظهرت منذ اسابيع او ايام على "الخط الازرق" في تشرين الاول الماضي، ولاحقا في الجولان عبر ضربة ضد عناصر من "حزب الله"، مشيرا الى أن "تصريحات صدرت من الجهتين، وقد تابعناها بقلق، كما عبرنا عن رغبتنا في أن يمارس الأفرقاء المعنيون ضبطا للنفس لتفادي اي تصعيد يمكن ان يؤدي الى ازمة، كما أن حوادث حصلت من خلال رد لـ"حزب الله" على العمليّة التي وقعت في الجولان قبل ايام"، مشددا على أننا "ادنّا الاعتداء في منطقة مزارع شبعا الذي يشكل مسّا بمقررات مجلس الامن حيال "الخط الازرق" وطالبنا بضبط النفس، كما عبرنا عن رغبتنا في ان يتوقف اطلاق النار فورا"، مضيفا: "هذا هو موقفنا، ونتمنى الا يحصل تصعيد فيظهر كل طرف حسا بالمسؤولية ويصار الى الحفاظ على السلام على "الخط الازرق".

وشدد على أننا "عبرنا عن قلقنا من التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل"، آملا في "القيام بالممكن لوقف التصعيد"، مناشداً "علنا كل الاطراف ان تبذل ما في وسعها لوقف التصعيد"، ومشيرا الى أن "سحب فرنسا لقواتها في لبنان غير مطروح في الوقت الراهن"، مطالبا " بوقف النار وتحقيق الاستقرار على "الخط الازرق".

وعن الدور الذي تؤديه فرنسا من أجل التوصل الى إنتخاب رئيس للجمهورية، أشار الى أن "فرنسا تلعب دور الصديق والمسهل ولا تأخذ مكان اللبنانيين اذ يعود الى اللبنانيين اتخاذ القرار واختيار رئيس"، معتبرا أن "انتخاب رئيس مسألة ملحة ولا يمكن البلد ان يتغاضى عنها، ففي بلد يوجد فيه هكذا توازن للمؤسسات نرى انه لا يجب ان يعتاد لبنان على العيش من دون رئيس"، مضيفا: "انها ضرورة قصوى، من هنا نناشد اصدقاءنا اللبنانيين التوحد لانتخاب رئيس قادر على تحقيق اتفاق حول شخصه".

وأضاف: "الى ذلك، نتناول الشق الاقليمي مع دول المنطقة، في النهاية لا يعود الينا قرا ر تحديد الرئيس ولا الى الاميركيين او الروس او الايرانيين او السعوديين، الا انه في وسعنا جميعا ان نتفق على وجوب دفع اللبنانيين الى اتخاذ قرار"، مشددا على أننا "لسنا ملزمين الاتفاق مع كل الاطراف حيال كل الملفات، فثمة ملفات تقسّم على الصعيد الدولي والإقليمي وهذا هو وضع الملف السوري مثلا على الساحة الدولية وفي مجلس الامن، ورأينا أنّه مهما كانت الاختلافات حول الملف السوري، قد تتفق الأطراف دوليا وإقليميا وفي لبنان على الحفاظ على المؤسسات والاستقرار في لبنان"، لافتا الى "ضرورة الاتفاق على الحد الادنى والذي تمثل في تشكيل الحكومة في 15 شباط 2014، عكس مؤشرا لامكان ان يعمل اللبنانيون معا وهذا ما نشجعه عبر زيارات موفدنا واتصالات وزيرنا وكذلك اتصالات السفارة مع اصدقائنا اللبنانيين ومن دون تدخلات"، مؤكدا أن "لا فيتو على احد، لامرشحون اذ يعود الى اللبنانيين اتخاذ القرار، ولكننا نرسل باستمرار رسالة صداقة الى اللبنانيين هدفها أن يأخذوا مسؤولية قراراتهم لانهم قادرون على ذلك، وما نقوم به هو تعزيز اتخاذ القرار من جانب اللبنانيين عبر المناخ الاقليمي والدولي".

ولفت الى أن "الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو سيزور لبنان قريبا وسيواصل نقل الرسائل، زار مجددا طهران والرياض والفاتيكان كما زار موسكو"، مشيراً الى أن "لدينا مشاورات مع كل الشركاء الذين ذكرتهم. نحن الى جانب لبنان واللبنانيين، حتى ولو تعرقلت الامور"، مضيفا: "نحاول تغليب حل، اي اننا نقوم مرة اخرى بالتسهيل، لن ناخذ قرارا ولن نعين رئيسا مع شركائنا، على الاطلاق، نحن هنا لمواصلة تشجيع اللبنانيين على بذل ما في وسعهم لتسهيل العملية، بالنسبة الى فرنسا يمثل لبنان اولوية قصوى"، مشيرا الى أن " الرئيس يجب أن يجمع توافقا واسعا كي يكون رئيسا لكل اللبنانيين"، مشدداً على أنه "لو لم يصر الى انتخابه من كل اللبنانيين الا انه يغدو رئيسا لجميع اللبنانيين، ويجب ان يجسّد تطلعات اللبنانيين وتوقعاتهم، وهذا يصح في اي بلد، رئيس قادر على ان يرتفع فوق خلافات الاحزاب السياسية القائمة، ولا اقول انه يجب الا ينتمي الى حزب سياسي، لا يعود الي القرار، انما الى اللبنانيين"، مؤكدا على أننا "نتحدث عن رئيس قادر على جمع اللبنانيين وخلق الارضية لظهور حلول مشتركة وهذا هو المطلوب سواء عبر الحكومة او البرلمان".

وعن عودة التفجيرات الى لبنان وكيف يمكن وضع حد لها، أكد "المفاتيح متعددة، ولا جواب واحدا على الارهاب"، مضيفا "نحن كما اللبنانيون قادرون على فهم ذلك لاننا نواجه التهديد الارهابي الذي برز في باريس قبل مدة""، مؤكدا أن "الارهاب يواجه عبر الوسائل الامنية، من هنا يجب ان يتحقق اتفاق سياسي، اذ لا يمكن القوى الامنية ان تتحرك وحدها"، مجددا "للبنانيين انكم قادرون عندما يتحقق اتفاق سياسي، هناك عمل اكثر عمقا يجب الشروع به وهو تناسق وسائل اجتماعية واقتصادية لتفادي انحراف الشباب في ظل غياب الامل والمستقبل وغياب فرص العمل في المجتمع، لذا، ينجذب هؤلاء الى حلول ديماغوجية وينضوون ضمن حركات ارهابية"، مضيفا: "كما يجب ان يتجند الجميع لمساعدة لبنان واذكر في هذا المجال مسألة دعم الجيش اللبناني السارية مع الهبة السعودية، لكن يجب ان يسمح اللبنانيون وعبر مؤسساتهم بان ينفقوا المساعدة"، مشددا على أنه "بعد التوقيع على المساعدة، يجب التطلع الى قرارات تتخذها الحكومة والبرلمان، ولكن للاسف يحول الانقسام السياسي معظم الاحيان دون اتخاذ قرارات كهذه فقد الغينا مثلا اخيرا قرضا بقيمة 70 مليون أورو لاصلاح القطاع الكهربائي نتيجة غياب الرد من الجانب اللبناني رغم الالتزامات التي تم اتخاذها منذ 2008"، مضيفا: "لا اتهم احدا، ولكن بين 2008 و2014، قمنا بالمستطاع لوضع هذا القرض موضع التنفيذ الا انه بعد اعوام بدا الامر مستحيلا".

وعن الخشية على الهبة السعودية المقدمة للجيش، أكد أنه " في الوقت الراهن، لا سبب لبروز خشية في هذا المجال".