ملفات لبنان مطروحة على مجلس الشراكة اللبناني – الاوروبي في بروكسيل في الثامن من شباط المقبل، حيث ستجرى مراجعة للعلاقات بين لبنان والمفوضية الاوروبية على المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال الاجتماع السنوي. وسيمثل الجانب اللبناني في الاجتماع كل من وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل والاقتصاد والتجارة الان حكيم والطاقة ارتيور نظريان وسفير لبنان لدى بلجيكا والاتحاد رامي مرتضى وممثلون للوزارات الثلاثة. اما الجانب الاوروبي فستترأسه الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية فيدريكا موبيتو ومفوض سياسة الجوار يوهانس هان الذي يزور بيروت منذ يوم امس الجمعة قبيل انعقاد مجلس الشراكة.

يرمي هذا الاجتماع السنوي الى عرض لمجرى العلاقات بين الطرفين في كل المجالات، من تعاون تقني الى المبادرات، وفي مقدمها فصل عن الحوار، ثم شرح الاوضاع السياسية بتفاصيلها، والموضوع الطاغي هو استمرار الفراغ الرئاسي منذ 258 يوما. وستنصح موبيتو بإجراء الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت من اجل ان يستوي عمل جميع المؤسسات.

ثم سيعرض باسيل عبء اللاجئين السوريين والاجراءات التي اتخذتها السلطات المختصة لضبط دخول اللاجئ وتنظيمه بعدما كان التدفق الى جميع المناطق من دون اي حساب، وتبين للاجهزة الامنية ان في عدادهم ارهابيين.

وسيركز على اهمية الحل السياسي للازمة السورية من اجل عودة هؤلاء.

وسيتناول وزير الخارجية والمغتربين موضوع الارهاب الذي يغزو لبنان وما يسببه من مواجهات شرسة مع مقاتلي تنظيمين ارهابيين هما الاخطر، "داعش" و"جبهة النصرة" المحتلين لقمم جرود عرسال والذين يشنون الهجمات على مواقع للجيش منذ الثاني من آب الماضي. ومن المعروف ان هناك تعاونا مهما بين الاجهزة اللبنانية المكافحة للارهاب وتلك التابعة للاتحاد الاوروبي من تدريب وتجهيز وتبادل معلومات وخبرات. وهنا سيفتح ملف المساهمة الاوروبية في موضوع تسليح الجيش في اطار الخطة الخمسية التي وضعتها قيادة الجيش. وتجدر الاشارة الى ان موغيريني مطلعة على هذا الملف، ونظمت لقاء دوليا في روما لمراجعة ما تقرر في حزيران الماضي عندما كانت وزيرة خارجية ايطاليا قبل تعيينها مفوضة عليا.

اما موغيريني فستسأل بدورها عن موعد اقرار الموازنة من اجل احالة المفوضية مبلغ 180 مليون دولار. وستشرح موضوع استراتيجية مكافحة الارهاب للاتحاد وموضوع المقاتلين الاجانب وخصوصا ما يقلق دول الاتحاد، الافراد الذين قاتلوا في سوريا في صفوف "داعش" وقدموا اليها من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والمانيا، والخوف من تنفيذ عمليات ارهابية في تلك الدول.

وسيعرض النموذج الاوروبي المتبع لمكافحة الارهاب، والتنسيق مع تركيا للوصول الى سوريا والعودة منها، وسيتطرق الحديث الى الاجراءات المتخذة في مطار رفيق الحريري وتبادل الخبرات وان الحجر الاساس في مكافحة الارهاب هو تجفيف المنابع التي يتغذى منها الارهاب.

من جهة اخرى، سيعرض كل من حكيم ونظريان وضعي الاقتصاد والطاقة.

سيمكث الوفد يومين وسيلتقي الجالية اللبنانية لاطلاعها على الاجواء في البلاد، اضافة الى لقاءات يجريها باسيل مع مسؤولين بلجيكيين ومع بعض نظرائه لمصادفة وجودهم في بروكسيل للمشاركة في الاجتماع الشهري لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.