تتساءل مصادر دبلوماسية عبر "النهار" ما اذا كان اللبنانيون يريدون فعلا استمرار ربط ازمة الرئاسة الاولى بازمة سوريا بعد فشل عزل لبنان عن هذه الازمة وبعد فشل اتفاق المسيحيين على التوافق على رئيس بحيث ينتظر انتخاب الرئيس العتيد ايجاد حل للازمة السورية ام يعمدون الى محاولة الفصل وعدم الانتظار والعمل على ملء الشغور في هذا الموقع الدستوري الاول في البلاد، لافتة الى أن "عدم الانتظار هو الذي يجب ان يؤدي الى رئيس توافقي يدير الوضع في البلد في المرحلة الراهنة انطلاقا من ان اي رئيس طرف لا يبدو محتملا أو مقبولا"، مشيرة الى أن " العارفون بما وراء الامور وخفاياها يقولون ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من موقعه الرافض لحلحلة الموضوع الرئاسي ما لم يتم انتخابه كما أنه يناسبه الربط بين الموضوع الرئاسي والازمة السورية انطلاقا من اعتقاده واعتقاد كثر ايضا ان المسيحيين عبر المجلس الرئاسي الذي بات عليه مجلس الوزراء راهنا والذي يعطي الوزير صلاحية تعطيل اي قرار لا يناسب مصلحته الشخصية والمباشرة أو مصلحة المسيحيين عموما يتمتع بصلاحيات اكثر من الصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية، كما أن لا ضير في استمرار الواقع القائم على رغم ان رهان العماد عون وفق ما يعتقد هؤلاء مبني على ان الحل المحتمل للازمة السورية سيصب في مصلحة وصوله للرئاسة كيفما كان هذا الحل علما ان ثمة ثقة متعاظمة لدى فريق 8 آذار بان الرئيس السوري باق في منصبه وان اي حل سيمر عبره خصوصا في ضوء عاملين احدهما التسليم ببقائه راهنا من دون اي رغبة على اطاحته في ظل الدفع الايراني والروسي ببقائه ومحاولة صياغة حل على هذا الاساس في ظل غياب اي اقتراحات حلول مضادة أو حلول اخرى"، مشددة على أن "العامل الآخر هو رهان النظام السوري على الوقت الذي يراه يصب في مصلحته في ظل عوامل كثيرة اقليمية ودولية ساعدته من دون اي جهد منه".

الا ان مصادر عدة لا ترى ان "انتظار الازمة السورية قد يساهم في مثل هذه النتيجة انطلاقا من انه استراتيجيا لا مجال لاستمرار رئاسة بشار الاسد انطلاقا من ان سوريا تقف امام حلول عدة من بينها ان استمرار الاسد رهن بتراجع مستوى صلاحياته على غرار ما حصل بالنسبة الى المسيحيين في لبنان علما ان الترجيح هو لرئاسة لا تعود للطائفة العلوية بل للطائفة السنية على المدى المتوسط والبعيد"، مضيفة: "واذا كان على الرئاسة اللبنانية انتظار الحل السوري فإن هذا الحل لا يتناسب وطموحات عون في حين انه قد يناسبه الى جانب احتمال بقاء الاسد توجه سوريا نحو الكونفيدرالية كما العراق والذي قد ينعكس على لبنان، اما احتمال توجه الوضع السوري الى "طائف" سوري مماثل لاتفاق الطائف اللبناني من حيث مشاركة كل الطوائف وتقاسمها السلطة فانما يعني استنقاع الوضع في لبنان كما هو سنوات طويلة على ما هو عليه اليوم على رغم ان النظام السوري لا يرى هذه الصيغة مناسبة للحكم في سوريا".