اعتبر النائب عن "الجماعة الاسلامية" ​عماد الحوت​ أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حاول في خطابه الأخير رفع معنويات جمهوره بعد الخسائر الفادحة التي مني بها في سوريا، بمسعى لاكمال ما بدأه من تدخل في القتال هناك دعمًا للنظام، مشدّدًا على أنّ الصراع مع اسرائيل صراع طويل ومستديم ويحتاج لكل الطاقات وليس لطاقة "حزب الله" وحيدًا.

وفي حديث لـ"النشرة"، أشار الحوت إلى أنّ "ارهاب العدو مطلوب في كل دقيقة لكن يجب ـن يكون بقرار جماعي ومشترك لا يتفرد به حزب الله"، وأضاف: "لدينا قناعة بأنّ حجم عملية شبعا كما ردة الفعل مدروسة، وأكاد اقول، منسقة ومتفق عليها بين الطرفين، ولعل خروج رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مباشرة بعد العملية للقول لا تجربونا بعد أن كان جُرّب بالفعل والطلب من مستوطنيه العودة لحياتهم الطبيعية كلها مؤشرات إلى أنّ كلّ ما تمّ متوافق عليه".

هاجس حماية الحكومة من السقوط

وأشار الحوت الى أن حق المقاومة كفله البيان الوزاري، ولكنه تساءل: "هل تسمح الحكومة لأي لبناني آخر بأن يقوم بعمليات في شبعا أم أن هذا الأمر حكر على حزب الله؟"

وقال: "كنا نشتكي بأن قرار الحرب والسلم بيد فصيل لبناني، ولعل أخطر ما أعلنه نصرالله في اطلالته الأخيرة هو أن هذا القرار بات بين يدي محور يمتد من لبنان الى طهران ودمشق".

واعتبر الحوت ان هاجس حماية الحكومة من السقوط تغلب على هاجس حماية السيادة اللبنانية.

لا شيء سيؤثر على الحوار

ورأى الحوت أنّ "مسار الأمور في الساعات الماضية يصب بعكس مسار الحوار القائم في البلد، الا أنّه طالما أن الضوء الاقليمي الذي سمح باتمام الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل قائم فلا شيء سيؤثر عليه لا عملية شبعا ولا مواقف نصرالله الأخيرة".

واضاف: "للأسف الايام الماضية أثبتت أن الحوار لم يحقق شيئا والأرجح انّه لن يكون قادرًا على الخروج بأي حلول للأزمات، فقرار الحرب والسلم بات رسميًا خارج لبنان، حتى أنّ تخفيف الاحتقان ومظاهر التشنّج لم يكن الطرفان قادرين على تحقيقها، باعتبار ان القذائف التي أطلقت مع اطلالة نصرالله أرعبت اللبنانيين واستفزّتهم".

واعتبر الحوت ان ايران تسعى حاليا لفرض نفسها لاعبا اقليميا قويا وان كان على حساب أمن واستقرار دول المنطقة، فهي تدفع الآخرين للتفاوض معها بشروطها، وليس الملف النووي آخر محاولاتها في هذا الاطار.