أشارت مصادر دبلوماسية لصحيفة "الديار" الى أن "الأهم من رد "حزب الله" على عملية القنيطرة، كانت دراسة تداعياته، والتوقيت، والزمان والمكان ومستوى وحجم الرد الإسرائيلي، ومقدار الضيق المطلوب إنتاجه للكيان الاسرائيلي وحكومته، ومعادلات الربح والخسارة، كلها تمت دراستها بعمق".

واوضحت المصادر ان "حزب الله" أمام خيارات عدة، ولكن ليس من بين الخيارات عدم الرد، والكل يعلم أن بنك أهدافه لا يستثن القيادات العسكرية العليا في الجيش الإسرائيلي، كما أن القدرات العسكرية واللوجستية والإستخبارية لا تقف عند حدود إمتلاكه مجموعة من الصواريخ الباليستية، إلا أن قيادته تعلم بوضوح أن إسرائيل لا تبحث عن ذرائع حينما تريد إشعال الحرب مع لبنان، ولكنها لا تفعل في هذا الظرف السياسي والأمني في المنطقة".

ولفتت المصادر الى إن "الاشكالية التي حضرت بقوة هي مكان الرد، ضمن المعادلة الإقليمية، حضور "حزب الله" في سوريا مفهوم، إلا أن ردا من أراض لبنانية على عملية حصلت على الاراضي السورية أمر يحتاح إلى تفسير، كما أن الرد في العمق الإسرائيلي هو أيضا تغيير لقواعد الإشتباك، وقد يثير جنون تل ابيب"، مؤكدة ان "قيادة المقاومة قررت حتمية الرد، مع مراعاة كل هذه العوامل وغيرها من الإعتبارات المضمرة، فاختارت مزارع شبعا المحتلة، والتي تعتبر في منطقة متنازع عليها أو لبنانية مع وقف التنفيذ بانتظار ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا".

وأكدت المصادر الدبلوماسية إن "الحزب بعمليته، التزم شروط الدقة والهدف، ولم يخترق الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، بل تم اختيار المكان بعناية، وأجبر إسرائيل على هضمها دون حرب، ومن دون أن يشعل الحدود، ولم تؤد هذه العملية إلى إشعال أزمة لبنانية داخلية، محافظا على قواعد الإشتباك، ومن دون اختراق القرار الدولي 1701، كون إسرائيل لا تزال تحتل مزارع شبعا، بغض النظر عن جنسية هذه الأراضي، فان تكون لبنانية، فـ"حزب الله" مقاوم يريد تحرير أرضه من الإحتلال، وإن تكن سورية، فإنه يرد على إعتداء إسرائيلي عليه من نفس الأرض".

وأشارت المصادر الى ان "الرد السريع والقوي والمدروس، فتح النقاش في دوائر القرار الغربي، وتحديدا الأوروبي، عن جدوى الإستمرار في السياسة العدائية مع "حزب الله" على المدى المتوسط والطويل، فقيادة الحزب تصرفت بمنطق رجال الدولة، وليس قيادة الميليشيا، وكان الرد مطابقا للمواصفات ما يطرح مجموعة من التساؤلات حول استلام الحزب في المدى المنظور إدارة دفة الطائف الشاغرة منذ غياب الراعي السوري الرسمي للأسباب القاهرة المعروفة".