أكد وزير الصناعة ​حسين الحاج حسن​ خلال احتفال تأبيني أقامته عائلة الشهيد في الجيش اللبناني مجتبى عماد أمهز، في قاعة المجتبى في الضاحية الجنوبية ـ صفير، أن "بيوت عوائل الشهداء تصنع العزة والكرامة لهذه الامة"، لافتاً الى أنه "في هذه الملحمة التي رأيناها في الاسبوع الماضي في رأس بعلبك، الى القنيطرة، الى شبعا، ارتحل لنا شهداء من الجيش اللبناني، ومن المقاومة الى الملكوت الاعلى، لكن الطريق واضح والنتائج واضحة، فقبل سنين بل عقود كانت اسرائيل تصنع المعادلات، وتقرر وتهزم جيوشا، وتحتل أرضا، وتخطط لاقامة اسرائيل الكبرى، وكانت تفرض منطقها على الأمة، كيفما ومتى واين تشاء، وكان العدو يقرر ويخطط ويصنع التاريخ، لكن اليوم تبدل المشهد والمعطيات، ولم تعد اسرائيل هي التي تصنع المعادلات، وتزرع الخوف، بل أصبحت اسرائيل هي التي تخاف، وتخشى من رجال صنع في قلوبهم الايمان في مدرسة الحسين، وتعلموا كيف يضحون".

ورأى الحاج حسن انه "ولى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات كما قال سماحة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وحلت باسرائيل الهزيمة ولو أن بعض العرب وبعض اللبنانيين لا يريدون أن يقروا بهزيمة العدو"، متسائلاً "كيف يكون بامة ناس اذا عدوهم انهزم يقولون لم ينهزم"، وفي 2006 سقطت معادلة العدو، وسقط مشروع الشرق الاوسط الجديد، ويصنع شرق أوسط جديد على يد الجيش والشعب والمقاومة، وكان للجيش والمقاومة شهداء، وللشعب شهداء لا نفرق بينهم أبدا، فهم شهداء معركة واحدة، ومصير واحد".

واوضح الحاج حسن "كان للعدو الاسرائيلي، والادارة الاميركية مشروع جديد بعد فشلهم في اسقاط قدرة وقوة المقاومة، وبعد فشلهم في ارساء قواعد الشرق الاوسط الجديد، وتثبيت الاحتلال، لجأ شياطين الفتنة وحلفاؤهم، الى مشروع جديد وهو تسعير الفتنة المذهبية والطائفية في المنطقة، وانطلق هذا المشروع قبل سنين طويلة، ولم يبدأ مع ما يسمى بـ"الربيع العربي"، بل جر تحضيره اعلاميا وسياسيا قبل سنين طويلة، وبدأ الخطاب الطائفي والمذهبي يستعر في المنطقة، ليؤلب المشاعر، ويستولد الغرائز وينميها، الى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، من تواجد مشروع تكفيري ارهابي يتماهى ويتكامل مع المشروع الاسرائيلي بالكامل، وهناك دلائل لا تعد"، متسائلا "من مول، ومن سلح، ودرب، واقام معسكرات لهؤلاء التكفيريين، فليس سرا أن دولة هنا أو دولة هناك، وليست دولتين بالتأكيد، بل هناك خمس أو ست دول قامت بتسليح هؤلاء وتدريبهم وتمويلهم وتجهيزهم، واتاحة الاعلام أمامهم، فوسائل اعلام هؤلاء التكفيريين كيف تبث، فهل لديها أقمار اصطناعية؟، ومن أين يأتون بهم من كل دول العالم فعبر مطارات من يأتون؟، والاسلحة كيف تشرى وكيف تنقل؟، كل ذلك يتم برعاية المخابرات، فدول وأجهزة دول وكان الهدف هو المقاومة، واسقاط وحصار المقاومة، ولكن لغاية الان لم تحاصر المقاومة ولن تحاصر في يوم من الايام، ولكن هذا المشروع من أجل من؟ فهو من أجل اسرائيل وخدمة لهذا الكيان، وللولايات المتحدة الاميركية".

وأشار الحاج حسن الى انه "هنا كان القرار الشجاع والصائب، ومن لم يقتنع فسوف يقتنع بيوم من الايام، واذا لم يقتنعوا فنحن مقتنعون، باننا قمنا بالخطوة الشجاعة والصائبة في القتال الاستباقي في سوريا لهؤلاء التكفيريين قبل أن يتمكنوا من اسقاط سوريا واسقاط لبنان، فهل المطلوب كان أن ننتظر حتى يسيطروا على سوريا ومن ثم يسيطرون على لبنان، ويكون قد فات الاوان، لا فكان القرار الشجاع والصائب والخيار الواضح بقتال هؤلاء لاجل لبنان واللبنانيين ودفاعا عن المقاومة، وستثبت الايام صحة خيارنا، وهناك الكثير من القوى عدلت في رأيها بعد أن كشفت اهداف هؤلاء"، معتبراً أن "الجيش اللبناني والمقاومة واللبنانيين استطاعوا أن يتجاوزوا الكثير من المطبات في هذا السياق، على رغم كل الالام نتيجة اعمالهم الاجرامية، وشهداء الجيش الى جانب شهداء المقاومة استشهدوا مرة بوجه العدو الاسرائيلي ومرة بوجه الارهابيين التكفيريين دفاعا عن لبنان، سيدا حرا عزيزا منيعا مستقلا".

ولفت الحاج حسن إلى أنه "في الاسبوعين الماضيين حصل تطور كبير يجب أن نتوقف عنده ونتأمل به، فالجريمة التي قام بها العدو الاسرائيلي بقتله سبعة من المجاهدين في القنيطرة، والرد البطولي الموفق الذي قامت به المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا، فعلينا أن ننظر الى ما حصل بان الصراع مع العدو الاسرائيلي عاد الى المصاف الاول في اهتمامات الناس على مساحة الوطن العربي، بعدما حاول هؤلاء التكفيريون والاميركيون ان يجعلوا الصراع مع العدو الاسرائيلي في أسفل سلم الاولويات، وحاولوا ان يستبدلوا مكانه الصراع المذهبي والطائفي، فمن ينظر اليوم الى واقع الامة فيجد أنه في اغلب الدول العربية قتال داخلي فيها، فنقلوا الفتنة الى داخل كل دولة، فجاءت العملية البطولية للمقاومة في شبعا ليستعيد الصراع مع العدو الاسرائيلي سلم الاولويات، على رغم كل التحديات والمسؤوليات التي كانت وما زالت ملقاة علينا، فلم يتبدل عندنا سلم الاولويات وبقي العدو الاسرائيلي في سلم اولوياتنا، ومع عملية المقاومة استعاد الصراع مع العدو الاسرائيلي بريقه، فلسطين ستبقى القبلة لكل المجاهدين، وتحريرها سيبقى الهدف لكل المجاهدين"، موضحاً "حتى في كل المعارك والمواجهات مع التكفيريين، كنا وما زلنا نقول أن هذا الصراع من أجل أن تبقى الامة والمقاومة قوية في مواجهة العدو الاسرائيلي، فنحن لا نقاتل من منطلق مذهبي أو طائفي، بل من منطلق الدفاع عن المقاومة، وعن قوة المقاومة حتى نستطيع مواجهة العدو الاسرائيلي، فعملية شبعا بدلت المعطيات ووجدنا اسرائيل مربكة".