اشار السيد علي فضل الله الى ان التّحدي لهذا البلد يزداد من حدوده الشرقيّة، في ظلّ ما تكشفه المعلومات الأمنية من استعدادات يقوم بها المسلّحون على هذه الحدود، لتهديد القرى اللبنانيّة، والاستنزاف شبه اليومي للجيش اللبناني هناك، والذي يأتي، مع الأسف، في ظلّ الترهّل الَّذي يعانيه الواقع السّياسيّ، والّذي لا يقف عند حدود عدم وجود رئيس للجمهوريّة، أو انتظام عمل المجلس النيابي، بل وصل إلى المؤسَّسة الَّتي تدير شؤون هذا البلد ومصالح الناس، حيث تغرق القوى السّياسيّة في السّجال حول كيفيَّة اتخاذ القرارات في الحكومة، وكأنَّ البلد بألف خير، وكأنَّ أموره تسير على ما يرام! فلا يوجد تهديد اقتصاديّ ولا أمنيّ ولا سياسيّ ولا معيشيّ، ولا توجد أزمة وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السّوريّين، ولا كلّ ما ينتظر هذا البلد من استحقاقات.

اضاف خلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، إننا أمام هذا الواقع، نعيد دعوة القوى السياسيَّة جميعاً إلى أن تكون على مستوى التحديات التي تواجه هذا البلد، وآلام الناس ومعاناتهم، وإلى الإسراع في الخروج بصيغة حكوميَّة تضمن سير عمل هذه المؤسَّسة المتبقية، لتقوم بدورها، وتؤمّن مصالح الناس، بعيداً عن كلّ الحسابات الخاصَّة والضيّقة والآنية.

وتابع، نقدّر عمل كلّ القوى الّتي تسعى لتسهيل قيام الحكومة بهذا الدّور، في الوقت الَّذي نعيد الدّعوة إلى الإسراع في تأمين متطلبات الدّفاع للجيش اللبنانيّ، لمواجهة التّحدّي الخطير الّذي يواجهه، والَّذي عجزت عن مواجهته جيوش أخرى أكثر قدرةً وتجهيزاً. وعلينا في ظلّ كلّ هذه المتغيّرات الّتي تشهدها المنطقة، أن لا نستكين لغطاء دوليّ أو إقليميّ لا يزال يظلّل السّاحة اللبنانيَّة، بقدر ما نسعى إلى تأمين غطاء داخليّ وبناء قوانا الذاتيَّة، من خلال وحدتنا وتضامننا وحسن تخطيطنا، لإدارة هذه المرحلة الصَّعبة والمعقّدة الّتي يمرّ بها لبنان والمنطقة.

وجدد فضل الله بمعاناة الشَّعب الفلسطيني، الَّذي نخشى أن يُنسى وسط كلّ ما يجري في المنطقة، حيث يستمرّ العدو بممارساته ومخطّطاته المتمثّلة في الاستيطان والقتل والاعتداءات على المساجد والكنائس، كما حصل أخيراً، والاستهداف المستمرّ للمسجد الأقصى من قِبَل المستوطنين، فيما يُشدّد الحصار المالي على السّلطة الفلسطينيّة، والّذي يهدّد لقمة عيش الشَّعب الفلسطينيّ، كما يهدد مؤسَّساته، إضافةً إلى الحصار الدائم لغزة.