حين غادر ​شارلي حداد​ طرابلس الى تركيا في 10 ايلول 2014 بدعوة من صديق له كان يتواصل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم تتوقع عائلته ان يطول غيابه لانه كان من المنتظر ان يكون في بيته في الاول من تشرين الاول 2014.

انشغل بال الاهل بعد وقت على انقطاع الاتصال به، وهو الشاب الذي بلغ 23 سنة من عمره. لكن الامر الذي اثار مخاوف أهله وحول حياتهم الى مأساة حين تلقت الوالدة اتصالا من شخص مجهول على هاتف المنزل وبلهجة بدوية يبلغها ان ابنها توفي. فأغمي عليها وكان ذلك في 15 تشرين الثاني 2014.

سارع الوالد سليمان حداد الى ابلاغ الاجهزة الامنية بالاتصال، وكان قد سبق له ان ابلغ عن اختفاء ابنه بعد مرور الوقت المحدد للعودة.

لا تستطيع العائلة تحديد مصير ابنها وهي سلمت امرها الى الاجهزة الامنية التي وعدت بمتابعة القضية.

تقول الوالدة ان ابنها شاب مهذب جدا وكأي شاب في عمره لم تظهر عليه اي بوادر انتماءات دينية ولا حتى انتماءات سياسية، هوايته متابعة اخبار الرياضة، وقراءة القصص باللغة الانكليزية. وحين وصل الى "البريفية" لم يشأ متابعة تعليمه بل اتجه للعمل مصففا للشعر النسائي، لكن بسبب اوجاع في قدميه ترك العمل وحاول البحث عن عمل اخر.

افكار متعددة تتضارب لدى الوالد والوالدة، هل هو مختطف في تركيا؟ هل تعرض لغسيل دماغ في مدة زمنية قصيرة جدا، وهذا امر لا يقبله عقل، ام وقع ضحية مافيا بيع الاعضاء. الا ان الاهل على ثقة ان ولدهم لا يرتبط باي صلة مع مجموعات دينية ارهابية.

فغرفة نومه تعلوها الايقونات، وصورة القدّيس شربل وكان يتردد دائما الى مقاهي طرابلس في الضم والفرز، ولم يتعرف على اي من رفاق السوء. ويأسف الاهل لهذا الضجيج الاعلامي المفاجئ بالرغم من مرور حوالي ستة اشهر على غيابه.

اما فيما يتعلق بالشاب جورج نبيه ديبة فالأهل بحالة استياء شديد نتيجة ما ورد في بعض الوسائل الاعلامية "من اخبار لا تمت للحقيقة بصلة". فالشاب جورج البالغ من العمر 23 عامًا، اعتنق الاسلام منذ ثلاث سنوات حين كان في فرنسا لدراسة الهندسة، واثر العودة ترك الدراسة ليعود الى طرابلس ويلتحق بجامعة بيروت العربية لدراسة الفيزياء. وحسب مصادر العائلة فإنّ اعتناقه للاسلام لم يؤثر على مسلكيته وهو يعتبر جميع المنظمات الارهابية مشوّهة للدين الاسلامي.

ديبة يمارس حياته الطبيعية اليومية من منزل اهله الى الجامعة ومن الجامعة الى البيت ويمارس فروض الصلاة كاي مسلم عادي دون تطرف او اصولية.

واختار مسجد الوفاء مكانا لممارسة شعائره الدينية باعتبار انه غير محسوب على اي جهة اصولية متطرفة.

والوالد نبيه ديبة ينفي نفيا قاطعا كل ما ورد في بعض الوسائل الاعلامية عن مغادرته لبنان وبامكان الجميع التحقق من ذلك والسؤال عنه لدى ادارة جامعة بيروت العربية التي يواظب على الدراسة فيها.

دموع الأسمر