رأى وزير البيئة ​محمد المشنوق​ خلال مشاركته في اليوم العلمي الذي نظمته اللجنة العلمية ورابطة المهندسين الزراعيين في نقابة المهندسين في طرابلس، بعنوان "سلامة الغذاء ودور المهندس الزراعي"، برعايته أنه "يشعر أن هناك هاجسا بات ينتابنا بإمتياز. أليس غريبا أن نستيقظ منذ تسعة اشهر على قضية الغذاء في لبنان. فلماذا لم تكن هذه الصحوة سابقا؟ وما هو الموقف الجديد الذي أدى إلى هذا الوعي البيئي مؤخرا؟ فقد بدأنا نلامس مشاكل البيئة، وقد وجدت أن قابلية اللبناني هي بأخذ الأمور بجدية لا سيما إذا كانت تتعلق بصحته وبغذائه وبصحة عائلته وبيئته، وبأن الأوان قد حان لتغيير هذه الأمور".

واعتبر المشنوق ان "كل هذا يعني أن هناك أمرا قد حصل، وأن المعلومات كانت غائبة، فإذا بنا نشعر بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقنا، وبات المواطن يتحسس الخسائر بقبوله مخالفة القوانين من جراء إهمال الدولة وتطنيش المواطنين، وغير صحيح أن المواطن بات متجاوبا مع المتطلبات البيئية وما يتعلق بسلامة الغذاء"، مضيفاً "أشعر أن طرابلس تعاني أكثر من أي منطقة أخرى، ليس فقط على الصعيد الإقتصادي بل ايضا على الصعيد الإنمائي. فهناك الكثير من الأمور التي تتعلق بالبحر وبالميناء وبالصرف الصحي وبمعمل فرز النفايات الذي لم يعمل إلى اليوم، لقد جرت معالجة أوضاع المدينة في مجلس الوزراء، وهناك مخصصات لمشاريع طرابلس وسيطلق مجلس الوزراء خريطة طريق للانماء المستدام في طرابلس والشمال".

وأشار المشنوق الى أن "المهندس الزراعي مسكين، إننا نحمله المشكلة، ولكن هل وصلنا إلى مرحلة نؤكد فيها أننا ملزمون بتحقيق سلامة الغذاء؟ إذا كان كذلك فأين نبدأ وإلى أين سينتهي بنا المطاف؟ فهل المواطن هو المسؤول الأول؟ وهل نقبل وهل تتحقق سلامة الغذاء مع وجود 760 مكبا عشوائيا للنفايات في لبنان؟ فكل مدينة وبلدة على كتفها مكب، وطرابلس هي ايضا مثال على ذلك، فكيف يقبل المواطن أن يعيش بالقرب من مكب للنفايات وهو نفسه يحرق من وقت إلى آخر النفايات على مقربة من بيئته، وتهرع الحشرات إلى قريته وبلدته فتتلوث البيئة ثم نعود ونرمي عشوائيا".

وتناول مسألة إقامة المطامر في المناطق اللبنانية وبالقرب من المحميات، حيث تتحول النفايات العضوية إلى جبال ثم تنتشر وتتوزع بفعل الأمطار والعواصف، ذاكراً "قد سألت رئيس بلدية شكا أين تذهبون بالنفايات الصلبة؟ فقال "أننا نتصرف".وعدت اسأله كيف؟ فأشار إلى "الإتفاق مع أحد الاشخاص ليرميها في عكار"، وعدت اسأله لو حصل العكس وقام أحد أبناء عكار برمي نفاياته عندكم ماذا سيحصل؟ هل ستقبلون ؟ ولم "يجبني".

وتطرق الى قضية التلوث في مجرى نهر الليطاني وما يسببه ذلك من إنتقال التلوث إلى الخضار التي تحمل أنواعا مختلفة من الملوثات السرطانية ، وكشف المشنوق عن "توقيف المتلاعبين بالإجراءات على صعيد معالجة النفايات الطبية وهم يخضعون اليوم للتحقيق أمام القضاء المختص، وأكد التنسيق مع وزير الصحة وائل أبو فاعور لمتابعة كل ما من شأنه التأكد من سلامة الغذاء، مشيرا إلى وجوب الإبتعاد عن "التطنيش"، معتبراً انه "إذا أردنا أن يكون لدينا بيئة في مستوى طموحنا وان نعيش بأمان، فيجب أن نكون جنودا للمحافظة على هذه البيئة".