رأى السفير الروسي أليكسندر زاسبيكين ان "نقطة الانطلاق يجب ان تكون نهاية الحرب الباردة لان المرحلة التي تلتها هي الاطر نفسها من ناحية تصرفات مراكز القوى الاساسية في العالم وما يحدث فيه. وتطرق الى تفكك الاتحاد السوفياتي وصعوبة المرحلة الانتقالية في التسعينيات". واشار الى الاسس الجديدة التي وضعتها ​روسيا​ تدريجيا في السياسات الداخلية والخارجية وقد استقرت لدى انتخاب الرئيس بوتين واستمرت لليوم، ومنها التوجه للاتفاق مع الغرب والتطلع للشراكة معه وبناء علاقات على اساس المصالح المشتركة الاقتصادية والسياسية قدر الامكان، اذ انه بعد التسعينيات تبلور النهج المستقل نظرا لاعتبارات موضوعية لان روسيا بلد كبير ويعتمد على خبرته الذاتية ولا يتصور ان يقوم على التبعية.

وشدد خلال لقاء حواري نظمته منفذية الكورة في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" على انه "في الاونة الاخيرة كان التصور الغربي مبنيا على انتصارهم في الحرب الباردة والحصول على المكاسب الدولية والسعي الى الهيمنة على الشعوب، في الوقت الذي كانت روسيا فيه تتطلع الى النظام العالمي المتعدد المبني على المساواة في الحقوق لكافة اعضاء المجتمع الدولي الكبيرة والصغيرة على انحاء الكرة الارضية، رغم محاولات اميركا لبقاء القطب الواحد، وهذه المعادلة كانت اساس في العلاقات الدولية خلال ال15 سنة اخيرة، بحيث انه في بعض الاحيان كان هناك مجال للتعامل وفي احيان اخرى محاولات للهيمنة والسيطرة، وتدريجيا كانت هذه الخلافات تتعمق واصبحت التناقضات واضحة للجميع. وكنا نلاحظ هذا الموقف عبر كل مراحل السنوات الاخيرة في ثورات ملونة ومحاولات اسقاط انظمة والضغوطات على الدول وغير ذلك. وتجاه ذلك كنا نلاحظ ان اغلبية الدول والشعوب غير مرتاحة لما يحدث، حتى ان النزاعات شملت مناطق عديدة في العالم، وروسيا من الدول التي وقفت في الصفوف الامامية ضد الحملة التي تشمل اغلبية دول العالم لتثبيت السيطرة الغربية فيها".

وقال: "نعرف ان نظرية الفوضى الخلاقة التي كانت مطروحة ادت الى مشاكل كبرى في العالم ومنها تفكيك الدول وانتشار الارهاب واستنفار للخبرات البشرية والاقتصادية والسياسية، لذلك كنا نبذل الجهود لتسوية سياسية في سوريا، وخلال السنوات الاخيرة كنا نسعى لايجاد تسوية عبر الحوار الوطني. وحينما فتحنا باب التسوية عبر اتفاقية جنيف فوجئنا بفتح الجبهة الجديدة في اوكرانيا لفصلها عن روسيا".

واشار الى ان "روسيا عملت جاهدة لايجاد حلول سياسية في اوكرانيا كما تحاول اليوم في الشرق الاوسط ولا سيما في سوريا وتطبيق اتفاق وقف النار والعنف واجراء الاصلاحات السياسية في حين ان النهج الاميركي والاوروبي مستمر بالتصعيد لانهم لا يريدون لروسيا ان تسجل فوزا سياسيا في حين اننا لا ننظر الى الامور من هذا المنظار بل من منظار انساني".

واعتبر ان "هناك حرب اعلامية اليوم على روسيا وهي غير مسبوقة بالتاريخ المعاصر لان ما يحدث تزوير للحقائق، ونحن مضطرون لمواجهة هذه الهجمة"، مشددا على انه "نتيجة هذا الهجوم اصبح المجتمع الروسي اكثر تماسكا وتلاحما وزادت المشاعر الوطنية".

وعن مصير المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، اكد ان لا معلومات جديدة متعلقة بهما. اما من الجانب الانساني فقد استنكرنا جريمة الاختطاف ونحن متضامنون كل هذه الفترة معهما. اما الجهود المبذولة للانقاذ موضوع اخر يختلف عن المواقف الرسمية المعلنة.

وعن دعم روسيا للجيش، اعلن انه في الفترة الاخيرة تم تجديد التفاوض حول توريد السلاح الروسي الى لبنان وقد وصل مؤخرا الى بعض النتائج الملموسة ويجري العمل به. وهناك امور لوجستية تتم لاستلام السلاح لانه قادم. وكل ما يقال خلاف ذلك هو من باب الدعاية والاعلام".