اعتبر ​يوسف رزقة​، مستشار رئيس وزراء حكومة "حماس" السابقة إسماعيل هنية، أنّ قرار محكمة القاهرة اعتبار حركة "حماس" منظمة إرهابية، هو قرارٌ سياسيٌ وليس قضائياً، مشدداً على أنه في الغالب "عبارة عن بيان سياسي قرأه قاضٍ وليس قراراً قضائياً، كي تتنصل الجهة السياسية منه على أنها صاحبة القرار في ذلك".

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، ​محمد فروانة​، أكّد رزقة إن هذا القرار في الأصل والجوهر سيوضَع تحت الطاولة، مشيرًا إلى أنّ ​حركة حماس​ هي حركة تحرر وطني، لافتاً إلى أنّها تقبل التعاون مع كافة الأنظمة العربية، سواء كان النظام السياسي فيها صديقًا أو معاديًا لحركة "الإخوان المسلمين".

ضرب مصر لغزة؟

وأوضح رزقة أن كل الأمور التي تحدث في مصر هي بشكل عام تسير باتجاه غير موجود، تنتج عنها مثل هذه القرارات التي تعتبر خارج الأطر السياسية الموزونة والمتعارف عليها، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تقصف مصر ليبيا بالطائرات، وأن يكون دورها في اليمن مناقضًا لدور السعودية وسوريا.

وردًا على سؤال عما أثير في الإعلام عن إمكانية قصف الجيش المصري لأهداف ومعسكرات لحركة "حماس" في قطاع غزة، قلل رزقة من هذا الاحتمال، نافيًا وجود معلومات استخبارية دقيقة في هذا المجال، مشيراً إلى أنّ الحديث صدر عن بعض الإعلاميين المصريين الذين اعتبروا أنّ الضربة لغزة مطروحة وتنتظر الوقت المناسب لتنفيذها. وقال: "الأمور لا تزال عبارة عن تحليلات ولا توجد معلومات مؤكدة في هذا المجال".

وفي سياق متصل، أعرب رزقة عن اعتقاده بأن قرار محكمة الأمور المستعجلة باعتبار حركة "حماس" إرهابية، يعطي أجواء توحي وكأنّ الحركة تمثل "عدواً" للمصريين، ويجب التعامل معها بالآلة العسكرية إضافة إلى الآلة السياسية.

مصر والتحالف مع إسرائيل

من جهةٍ ثانيةٍ، اتهم رزقة النظام المصري الحالي المتمثل بنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتحالف مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ معالم هذا التحالف بدت واضحة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، خصوصاً حينما انتهت مفاوضات التهدئة بخذلانٍ واضحٍ للمقاومة الفلسطينية، إذ إنّه تمّ الاتفاق على وقف إطلاق النار دون تحقيق أي من الشروط الأخرى.

وأوضح رزقة أنّ حركة "حماس" حركة فلسطينية إسلامية مرتبطة بالفكر بتنظيم "الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى أنّها لو فكت ارتباطها بالتنظيم لما كان وقع هذا العداء، مشيراً إلى أنّ مصر استغلت التهم الإعلامية المصرية المختلفة التي وجهت للحركة، والتي من بينها أنها شاركت في ثورة 25 يوليو، وقتلت متظاهرين وغيرها.

وأضاف المستشار السياسي: "سبب هذا العداء أيضاً أن مشروع المقاومة الفلسطينية غير مقبول لدى النظام المصري الذي بينه وبين الجانب الاسرائيلي تحالف، وتفضحه الافعال وليس الكلمات". وتابع: "بالأمس غضب الشعب المصري وكل أحرار العالم إزاء قرار المحكمة المصرية باعتبار حماس إرهابية، ولكن تل أبيب وحدها شربت الانخاب بقرار المحكمة، وعبرت عن فرحة عميقة واعتبرت ان هذا القرار من أهم القرارات المصرية".

دور مصر تجاه فلسطين!

وعن امكانية ان ينهي هذا القرار الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، خصوصاً في ما يتعلق بملف المصالحة والتهدئة بين الفصائل الفلسطينية، قال رزقة: "هذا يعود للجانب المصري، فإذا اعتبر النظام المصري أن ما قالته المحكمة هو قرار للتهديد او لإستخدامات معينة، وأنّ محكمة الأمور المستعجلة ليست محكمة ادارية وليست محكمة نقض، بالتالي يمكن النظر في قراراتها بأنها احترازية، عندها يمكن للدور المصري أن يبقى موجودًا". وأضاف: "أما إذا اعتبرت مصر أنّ هذا القرار هو قرار للتطبيق والتنفيذ، وطلبت من الجهات الحكومة بالالتزام به، فمعنى ذلك أنّ مصر هي التي تلغي دورها في ملفات فلسطينية عديدة منها ملف المصالحة الفلسطينية وملف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي، وتلغي كذلك أدواراً أخرى لها معروفة في نفس المجال".

وإذ شدّد رزقة على أنه في هذه الحالة "تكون مصر وضعت على يديها قيودًا جديدة"، وخلُص بالقول: "مصر التي تقرر حسب تعاطيها مع قرار المحكمة مستقبل العلاقة مع الجانب الفلسطيني".