أعرب القيادي في "التيار الوطني الحر" النائب السابق ​سليم عون​ عن أسفه لكون الأزمة الرئاسية لا تزال تراوح مكانها منذ شهر أيار الماضي، مؤكدًا التمسك بمبدأ "(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال) عون رئيسا أو لا رئاسة".

ونبّه عون، في حديث لـ"النشرة"، الى أنّه اذا لم يُستعَد الدور والحضور المسيحي في لبنان فذلك سيهدد الوجود المسيحي ككل. وإذ شدّد على أنّ "الوجود لا يتحقق الا بالشراكة"، لفت إلى أنّ "معركتنا الحالية ليست معركة ايصال شخص أو فريق سياسي الى سدة الرئاسة بل معركة تحقيق الشراكة الفعلية".

عهد سليمان كان فاشلاً

واشار عون الى ان "نسبة الرفض المطلق لدى الأخصام السياسيين لفكرة تولي العماد عون الرئاسة تراجعت باعتبار انّهم متى فتشوا عن خيارات أخرى وصلوا الى حائط مسدود". وسأل: "لماذا حين يتعلق الامر باستحقاقات وبمراكز مسيحية نبحث عمّن لا يمثل ولا حتى 1% من المسيحيين بخلاف ما يحصل حين تكون المراكز الشاغرة للدروز أو الشيعة أو السنة؟"

ولفت عون الى أن تياره لن يكرر التجارب السابقة لجهة السير بمرشحين لا ينتمون لأي من الاطراف السياسية على غرار رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. وسأل عون: "هل هناك من يجادلنا حول حقيقة ان عهده كان فاشلا؟ وهل يُلدغ المؤمن من جحر مرتين؟" وأضاف: "نحن لسنا بصدد تكرار تحربة فاشلة مجددا اقتناعا منا بأنّه اذا لم تُصحّح العلاقة التشاركية اليوم فهي لن تصحح أبدا".

الحوار مع "القوات" قائم

واشار عون الى ان كل "المحاولات حاليا تتم في سبيل معالجة الأزمة الرئاسية على البارد وليس على الحامي باعتبار ان كل الظروف تحتّم عدم التأزيم، ولكننا لن نسمح بأن تكون المعالجات على حساب المسيحيين".

وأكّد عون ان المشاورات بين "التيار الوطني الحر" و"​القوات اللبنانية​" لا تزال قائمة، لافتا الى أنّه وحين يتعلق الأمر بحوارات مماثلة بعد كل هذه السنوات من الخلاف لا شك ان النقاشات ستمر بظروف سهلة وأخرى معقدة. واضاف: "لكننا نتحفظ عن التداول بأي تفاصيل حرصا على استمرار الحوار باعتبار ان الحديث فيه حاليا يضره ولا ينفعه".

التقسيم لن يصل إلى لبنان

وتطرق عون لأزمة الوجود المسيحي في المنطقة، لافتا الى ان ما يحصل اليوم "أثبت صحة خيارنا السياسي الذي تم اعتماده وفقا لرؤية دقيقة لمجريات الامور"، لافتا الى ان "مواجهة تهجير المسيحيين تتطلب مجهودا من كل الفرقاء دون استثناء وعلى رأسهم المجتمع الدولي". وقال: "حتى الساعة الدول الكبرى لا تعالج المشكلة بالقدر المطلوب فتستخدم اليوم الارهاب بمسعى لاضعاف النظام السوري وحزب الله وايران، فيقولون بالحرب على الارهاب وهم فعليا لا يسعون من خلال هذه الحرب للقضاء على الارهابيين، سعيا لاستخدامهم ورقة بالمفاوضات".

واعتبر عون أن كل الامور قابلة للمعالجة، لكن وحده الوجود المسيحي في المنطقة في حال انتهى لا يمكن استعادته، مطالبا بالتعاطي بالكثير من الوعي والمسؤولية مع هذا الموضوع. وقال: "اليوم هناك معارك شرسة في سوريا بين السنة والشيعة لكن وبعد انتهاء الحرب السنة سيعودون الى مناطقهم كما الشيعة، وحدهم المسيحيون في حال هاجروا لن يعودوا".

واضاف: "على الغرب أن يدرك أن موضوع التطرف سيصل اليه بعدما ينتهي من قضم المنطقة وبالتالي ادراك مدى خطوة الألاعيب التي يقوم بها قبل فوات الاوان".

واستبعد عون ان "تنجح مشاريع تقسيم المنطقة بالوصول الى لبنان نظرا للتداخل المناطقي فيه ورفض كل مكونات الشعب اللبناني نظريات التقوقع والانعزال".