رأت القيادة القطرية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان انه "في الوقت الحاسم للمفاوضات الإيرانية – الأميركية المتعلقة بالموضوع النووي أطل رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب بنيامين نتانياهو من على منبر الكونغرس الأميركي محاولاً فرض رؤيته على الإدارة الأميركية لتعطيل الإتفاق المنوي توقيعه بين الجانبين"، متجاهلةً "كل الأعراف الدبلوماسية ومتحدياً الرئيس الأميركي في عقر داره"، معتبرةً أن "هذا الإتفاق يشكّل خطراً وجودياً على دولته الغاصبة، لقد سعى نتانياهو من وراء ذلك إلى تعزيز شعبيته وتحسين أوضاعه وهو على أبواب استحقاق انتخابي على حساب المصالح الأميركية وعلى حساب السلم العالمي".

ولفتت القيادة في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي بقيادة الوزير السابق فايز شكر، الى أن "هذا المجرم الذي تحدث عن الخطر الإيراني تناسى أنه يملك مئات القنابل الذرية التي تهدد وطننا العربي وتشكّل مخاطر كبيرة عليه وعلى مستقبل أجياله، وأن كيانه المزروع في قلب بلادنا كان منذ نشأته يستمد إستمراريته من العدوان والمجازر التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان وسورية. وها هو اليوم يهدد بضرب البرنامج السلمي النووي الإيراني ومنع التفاهم حوله، لأنه يريد بقاء هيمنته وعدوانه على المنطقة، لكنه في قرارة نفسه يدرك أن منطقتنا قد تغيرت وأنه أصبح عاجزاً عن لعب الدور الذي يمنّي نفسه فيه، وأن عدوانه بدأ يرتد عليه، وما هزيمته في لبنان على أيدي أبطال المقاومة سوى البداية لسقوطه الحتمي".

وأضافت: "ما زالت عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية تواجه مصاعب في اختيار هذا الرئيس، رغم الظروف والتحديات الكبيرة التي يواجهها لبننا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. وهذا الواقع بات مدعاة للتساؤل عن الأسباب الكامنه وراءه، خاصة أن لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يرأسه مسيحي. ففي الوقت الذي يتعرض فيه المسيحيون من أبناء شعبنا في مختلف الأقطار التي يواجدون فيها إلى أبشع أنواع الجرائم بحقهم لتخويفهم وإرهابهم ضمن هجمة ممنهجة لإقتلاعهم وتهجيرهم بهدف إنهاء وجودهم التاريخي من هذه المنطقة، في إطار مؤامرة صهيونية وبدعم من أميركا والدول الغربية، حيث تجلى ذلك خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق بتهجير القسم الأكبر من المسيحيين فيه وبالصمت المريب الذي يواجه إبعادهم في أكثر من بلد عربي"، موضحةً "لقد شكّل المسيحيون طليعة النهضة العربية وقدموا التضحيات الكبيرة من أجل ذلك، وساهموا في نشر الوعي الوطني والقومي على امتداد الأرض العربية، ومن واجبنا اليوم أن نعي هذه الحقيقة ونتصدى لكل المحاولات الهادفة إلى ضرب وحدة مجتمعنا من خلال هذه المؤامرة الخبيثة".

وأكدت القيادة أن "انتخاب الرئيس المسيحي للبنان في هذه الظروف المصيرية حاجة وطنية وقومية ماسة، وهي الرد الطبيعي على المحاولات الساعية إلى إبقاء لبنان في حالة من القلق والفوضى، وليكن الإسراع في انتخاب هذا الرئيس الخطوة في الإتجاه الصحيح، لإفشال مشاريعهم المشبوهة في لبنان والمنطقة والرد الطبيعي على كل محاولات النيل من وحدتنا".