رأى رئيس مجلس الوزراء السابق ​نجيب ميقاتي​ ضرورة الاستعجال في الولوج الى حلول سياسية ترتفع فوق الخلافات وفي إرساء توافقات عربية – عربية تكون المدخل الوحيد للجلوس كجانب قوي على طاولة المفاوضات التي لا يجب ان تطيح مكتسبات تحققت والا تؤدي الى تقسيم المنطقة الى كيانات طائفية ومذهبية يستطيع فيها الصراع ان يمتد لعقود، معرباً عن تمنيه ترسيخ سياسة النأي بالنفس التي أمنّت استقرارا امنيا ولو في ظل استقطاب سياسي حاد.

وفي كلمة له خلال رعايته افتتاح مؤتمر "حقوق اللاجئين وفق المعايير الدولية" اعتبر ميقاتي أن "لبنان بحاجة إلى تعاون أكبر من قبل الدول القادرة والمنظمات الدولية في شان ملف النازحين السوريين، لأننا لا نستطيع الاستمرار في حمل هذا العبء الكبير الذي ترك اثارا سلبية علينا وعلى السوريين ايضا".

ولفت الى أنه "صحيح أن ​الحكومة اللبنانية​ إتخذت إجراءات معينة لضبط الدخول السوري، الا ان الاعداد المتواجدة في لبنان باتت كبيرة جدا مما يجعلنا غير قادرين على تحمل هذا العبء منفردين، خصوصا أن الأرقام الرسمية والتقارير التي أعدها البنك الدولي، بطلب من حكومتنا السابقة، دلت على آثار سلبية إضافية لأزمة النازحين على الإقتصاد اللبناني وعلى عجز إضافي في الميزانية اللبنانية"، مشيراً الى "أننا في لبنان بحاجة إلى تعاون أكبر من قبل الدول القادرة والمنظمات الدولية، ولا نستطيع الاستمرار في حمل هذا العبء الكبير الذي ترك اثارا سلبية علينا وعلى السوريين ايضا".

واعتبر أن الوضع العربي شديد التعقيد وشديد التشابك يضاف إليه وضع اقليمي مأزوم يقوم على علاقات متنافرة ومتواجهة ومتصادمة أحيانا، مما إنعكس حروبا على طول الوطن العربي وعرضه، لافتاً الى أن "هذا الواقع يستدعي وقوفنا في لحظة تأمل تنتج مشاريع حلول وتوافقات بدل الصراعات التي لن تؤدي الا الى عودة تكريس الشرذمة والخلافات".

وأوضح ميقاتي "أننا نعلن بالتأكيد أن الحروب ترتبط بصراعات سياسية واقتصادية، ومنطقتنا قد حباها الله بثروات كبرى وزرع في قلبها كيانا غاصبا كان سببا رئيسا لأغلب الصراعات على مدى خمسة وستين عاما".