كشفت دراسة أميركية أن ما لا يقل عن 46 ألف حساب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي يناصر أصحابها تنظيم "داعش". وذكرت الدراسة التي شارك في إنجازها معهد بروكينغز أن العدد الحقيقي، الذي رصد في الثلاثة أشهر الأخيرة، أكبر من ذلك بكثير. وتقول الدراسة إن أنصار "داعش" النموذجيين يوجدون في الأقاليم التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق. وينشر ثلاثة أرباع المستخدمين تعليقاتهم باللغة العربية، بينما يستعمل خمسهم اللغة الإنكليزية في التعليقات، ولهم نحو 1000 متابع.

وأشرف على الدراسة، وعنوانها استطلاع "داعش" على "تويتر"، جي أم برغر من معهد "بروكينغز"، وخبير التكنولوجيا جوناثان مورغان. ويقول برغر إن "المسلحين" يستعملون أي نوع من التكولوجيا تخدم مصالحهم، ولكن "داعش" أثبتت تفوقها في ذلك عن غيرها من التنظيمات. وفتح أغلب هذه الحسابات في 2014، وتشير الدراسة إلى أن عددها يتزايد بسرعة فائقة، على الرغم من أن "تويتر" أغلق ألفا منها في الأشهر الأخيرة من 2014. ويقدر برغر عدد الحسابات المناصرة لتنظيم "داعش" بنحو 90 ألف حساب، كحد أقصى، لكنه يقول إن التقدير "الأنسب" هو 46 ألف حساب.

بدوره، اشار خبير الجماعات الجهادية في معهد واشنطن آرون زيلن الى إن عدد هذه الحسابات يقارب المليون في أدنى تقديراته. ولكن هذه التقديرات قد تشمل الأفراد الذين يفتحون أكثر من حساب، تحسبا لغلق حساباتهم.

ورأى زيلن أن تغريدات تنظيم "داعش" الأهم هي تلك التي تبث رسائل التنظيم، وعملياته العسكرية، وصور الفيديو، التي تنقل الحياة اليومية تحت نظام "داعش". وهناك تغريدات أقل أهمية، وهي التي تخص مستخدمين لهم ارتباط بالتنظيم وينشرون رسائله. ولكن ما لا نجده هو أدلة على تجنيد المقاتلين في صفوف التنظيم.

اضاف أن "التجنيد لا يتم علنا على "تويتر"، فأغلب هذه العمليات تتم على تطبيقات أخرى مثل "كيك" و"اتس اب" و"سكايب"، التي توفر التواصل وجها لوجه، أما يفعلونه على "تويتر" فالهدف منه استقطاب الناس". فموقع تويتر يستعمل في الاتصالات الأولية مثلا بين شخص متطرف، ومن يسعى لتجنيده، وبعدها ينتقل الحوار المباشر بين الاثنين إلى موقع آخر.

واوضح زيلن إن تنظيم "داعش" جعل من مواقع التواصل الاجتماعي جزءا رئيسيا في استراتيجيته، ويتناسب سن أنصاره مع الفئة التي تستعمل مواقع التواصل الاجتماعي.