اشار سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا ، الى ان الظروف الخطيرة التي تحيط ببلدنا لا تتسع لأي ترف سياسي ومناكفات شخصية. لا وقت للعبث والاستنكاف والنوم والغياب .والمسؤول هو من يتحمل ضغط اللحظة التاريخية ويواجه رياح الفوضى التي تهب من كل جهة بثبات واقتدار، على الرغم من الوضعية السيئة التي وصلت إليها مؤسسات الدولة. أن ينأى المسؤول بنفسه أو ينحني للعاصفة، أو يضخم المخاطر للهرب من المواجهة، أو يقلل منها لتبرير عزوفه وجلوسه في مقاهي البطالة أو صالونات التنظير، فمعنى ذلك أن نترك وحش الفتنة والإرهاب ينهش ما تبقى من جسد هذا الكيان. اضاف للتذكير ما كدنا في وطننا الصغير هذا ننعم بطعم الاستقلال لولا المقاومة. لقد خسرنا معركة بناء الدولة بسبب عجز وفشل الطبقة الحاكمة ، ويريد البعض منها الذي لا يخرج من السلطة إلا ليعود إليها ، أن يحمّل المقاومة مسؤولية ترّدي النظام .

وتابع "لسنا هنا لتقويم تجارب الآخرين الذين تداولوا السلطة واستقروا على كراسيه عهداً بعد عهد، وإنما لنقول إن لم تكن هذه المخاطر التي تحيط بناحافزاً لبدء مسارٍ تغيري يحمي الوطن فمتى يحصل ذلك؟".

ولفت الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو يريد أن يُشعل المنطقة أكثر مما هي مشتعلة، ويتوسل أميركا وجيوش الغرب للتدخل لضرب إيران. تركيا تلعب دور الجنرال وتريد للعثمانية أن تعود بالدم والقضم والهدم والسرقة .الأردن، الموظف الأمني عند المخابرات الاميركية، يساعد العدو الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة وشريط حدودي في منطقة القنيطرة ويقدم العون لجبهة النصرة الملتصقة بالقاعدة والمصنفة على لوائح الإرهاب الدولي. والسعودية تريد حلفاً يُبعد عنها شبح الحوثيين والإخوان ولا ترى حرجاً أن تتحالف مع القاعدة في اليمن، ولا تخجل أن تتعاون مع العدو الإسرائيلي لضرب إيران ، وقد نشرت بعض الصحف العبرية مقالات تشير إلى علاقة قوية تربط هذه الأيام الكيان الصهيوني بالسعودية .

واوضح ان المسألة ليست استدراجاً من أحدهما للآخر وإنما تعاقد مصلحي بين نظامين وظيفيين محميين من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ويجدان في الجمهورية الاسلامية الايرانية تهديداً لهما على مستوى الوجود والدور والنفوذ. المهم أن نقرأ تطورات المنطقة بوعي شديد لنحمي بلدنا وأهلنا وأمتنا من فوضى وفتن يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير.