بعد مرور أكثر من سنة على وقوع أحداث عبرا التي استشهد خلالها عدد من الضباط والعسكريين وإختفى بعدها الإرهابيان أحمد الأسير وفضل شاكر الذي ظهر مؤخراً في مقابلة يدعي فيها البراءة ويطالب فيها بالعودة الى حياته الطبيعية.

طلت الإرهابي فضل شمندور أوحت وكأنه يتم الاعداد لتسوية ما على حساب من قدموا أنفسهم قرابين على مذبح الوطن، فحركت أهالي الشهداء ورفاق السلاح الذين يرفضون مجرّد فكرة أن يعود من استعمل سلاحه ضد المؤسسة العسكرية الى الى ممارسة حياته العادية وكأن شيئاً لك يكن.

لتنفيذ حكم الاعدام

"المؤسسة العسكرية لن تسمح أن يذهب دم أبناءها هدراً تعني لنا الكثير وبدونها لا وجود للوطن ولا للشعب". هذا ما أكدته والدة الشهيد جورج بو صعب سميرة بو صعب، مطالبةً خلال الإعتصام الذي نظمه أهالي شهداء الجيش رفضاً لأي تسوية على حساب دماء أبنائهم "بإعتقال الإرهابين فضل شاكر وأحمد الأسير وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم"، وشددت في نفس الوقت على أننا "لن نقبل بالتسويات". أما أحمد الحسيني والد العريف الشهيد محمد الحسيني فيؤكد أن "التسوية ليست مقبولة ولن تكون على حساب دماء أبنائنا"، مشدداً على أننا "سنأخذ حقنا بأيدينا إذا اضطررنا".

براءة فضل شاكر مستحيلة!

يشدد مغوار صديق للشهيد بو صعب على أن "عودة فضل شاكر الى حياته الطبيعية هي من سابع المستحيلات وأي تسوية على دماء رفاقنا لن تبصر النور، فأي من أقرباء الشهداء أو حتى الشعب لن يقبلوا برؤية مشارك في قتل أبنائهم يغني على المنابر أو حتى يتنقل ويعيش حياة عادية"، معتبراً أن "من حقّ أهالي هؤلاء التحرّك ضدّ أي تسوية يعتبرون أنها يمكن أن تحصل".

التسوية أثناء المحاكمة

وإلى جانب عائلات شهداء الجيش حضر الإعتصام عدد كبير من السياسيين والمتضامنين، وهنا يرى "أمين عام التجمع من أجل لبنان" مسعود الأشقر أن "التجربة الماضية وما حصل بعد أحداث جرود الضنية عام 2000 وخروج المجرمين بعفو عام 2005 دفع أهالي شهداء عبرا الى الإعتصام ورفض المساومة"، لافتا الى أن "الجيش لن يقبل المساومة على دماء أبنائه هذه المرة". أما المحامية مي خريش فتعتبر عبر "النشرة" أن "من حق فضل شاكر أن يسلم نفسه ويحاكم محاكمة صحيحة ولكن الخوف يكمن في أن يتم "لفلفة" القضية أثناء المحاكمة"، مشيرة الى أن "أي تسوية ستمر عبر إظهار أن لا علاقة له بأحداث عبرا وأنه لم يكن موجوداً مع الإرهابي أحمد الأسير ولا علاقة له بشيء".

بدوره المهندس ابراهيم الملاح يشير الى أن "أقل ما يمكن أن نقوم به كشعب هو أن نقف الى جانب أهالي شهداء ​الجيش اللبناني​"، مضيفاً: "لن يستطيع فضل شاكر بكلامه الأخير لن يستطيع أن ينسي الناس ما قام به بعبرا". أما الممثل شربل إسكندر فيرى أنه "لو إحترم فضل شاكر البلد الذي يعيش فيه لما وصل الى ما هو عليه"، مؤكداً أننا "ضد المساومة على دماء شهداء الجيش".

أجمع المعتصمون على رفض التسوية على حساب دماء شهداء الجيش بعبرا، فهل سيتمكنون من عرقلة تلك التسوية أم أنها ستبصر النور؟!!

تقرير: ​باسكال أبو نادر

تصوير تلفزيوني: علاء كنعان