اعتبر القيادي في المعارضة السورية ​برهان غليون​ أن المواقف الأخيرة التي أطلقها الأميركيون باتجاه النظام السوري هي فقط بهدف "المناورة السياسية لكسب الوقت وتشجيع الايرانيين على التوقيع على الاتفاق النووي الذي يُعتبر أولوية واشنطن في الظرف الحالي"، لافتا الى انّه يستبعد كليا أن "يضع أي زعيم غربي يده بيد مجرم فاقت جرائمه جرائم هتلر خاصة وانّه ثبت أخيرا استمراره باستخدام الكلور والسلاح الكيميائي لابادة الشعب السوري".

وجزم غليون في حديث لـ"النشرة" بعدم امكانية استعادة الرئيس السوري ​بشار الأسد​ مكانته السابقة، مشددا على انعدام حظوظ أن يكون له دور في مستقبل سوريا أو في اي مرحلة انتقالية. ورأى أنّ "وجوده حاليا هو مجرد قناع للتدخل الايراني في سوريا".

لقوة عربية تتصدى للاجتياح الايراني

واعتبر غليون أن هناك الكثير من المناورات التي تأتي على شكل منتديات ولقاءات حوارية ليست الا مجرد تمارين، باعتبار أن لا حل سياسي طالما أن لا حد أدنى من توازن القوى على الأرض أو موقف عربي – دولي حاسم يحقق جزءا من هذا التوازن من خلال اجبار الأسد على وقف القاء البراميل المتفجرة وانهاء حصار المدنيين.

ورأى غليون أن لا امكانية لأن يكون الحل للأزمة السورية حلا عسكريا، فلا الايرانيون سينتصرون بحربهم الاستعمارية – العدوانية، ولا الجيش الحر وقوى المعارضة قادرة على حسم الأمور دون دعم عربي ودولي حقيقي يحسم المعركة، مشددا على وجوب أن ينتج عن القمة العربية المرتقبة تشكيل قوة عربية سياسية للتصدي للاجتياح الايراني للمنطقة العربية.

المشاركة في منتدى موسكو 2 لن تقدم أو تؤخر

وأشار غليون الى أنّه "لا يبدو ان هناك أفقًا لحل سياسي يضع حدا للاستعمار الايراني ولكن ذلك لا يعني رضوخ الشعوب العربية لهذا الواقع"، جازمًا أنّ "الشعوب لن تنكسر أمام هذا الاستعمار بل ستبقى تقاوم على كل الجبهات".

واعتبر أن مشاركة قوى المعارضة في منتدى موسكو 2، "لن تقدم أو تؤخر"، وأوضح أنّ "الروس حريصون على الحفاظ على علاقتهم بواشنطن بالرغم من الخلافات بينهما، وهم يريدون أن يلعبوا دورا في سوريا من خلال نجاحهم بالتوصل الى حل سياسي خاصة وأن الاميركيين يؤيدون مساعيهم لاقناع الأسد فالخضوع للحل السياسي". لكنه لفت إلى أنّ "الروس أنفسهم فقدوا الأمل من هذه المساعي واقتنعوا بأن الاسد جاهز لتخريب أي صيغة للحل".

رجال النظام يتدافعون على مركب غرق نصفه

وتطرق غليون للمعلومات التي تحدثت عن اقالة اللواءين رستم غزالي، ورفيق شحادة، معتبرا أنّه "وبعدما استهدف النظام خلية الازمة، ها هو اليوم على مركب غرق نصفه، من هنا يسعى من تبقى عليه لدفع الآخرين الى الغرق".

وأعرب عن اعتقاده بأنّ "هذه الصراعات بين القتلة تصب في مصلحة الشعب السوري، باعتبارها تسرّع بانهيار النظام وسقوطه، مع العلم أن غياب غزالي او شحادة أو غيرهما لن يكون ذات قيمة طالما الحرس الثوري الايراني هو الممسك بكل مفاصل الدولة".