يبدو أنّ الإرهابي الفار من وجه العدالة الى مخيم عين الحلوة ​فضل شاكر​ لم يكن حاسماً بتوكيله المحامية مي الخنسا للدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية، أو أنه لم يكن على ثقة بأنها الشخص المناسب الذي يمكنه بمفرده أن يقنع المحكمة ببراءة موكله، لذلك راح يبحث في الآونة الأخيرة على محامين جدد يضمهم الى فريق الدفاع عنه، أو يستبدل الخنسا بهم، محامون، يرى فيهم المواصفات المطلوبة لمعركته القضائية غير السهلة. خلال رحلة البحث هذه، يبدو وكأن شاكر أخطأ العنوان مع البعض، وفي المعلومات المتوافرة نقلاً عن مصادر فلسطنية داخل مخيم عين الحلوة، طلب شاكر منذ حوالى أسبوع تقريباً من أحد الصيداويين المقربين منه، الإتصال بإسمه بمحامٍ بارز وسؤاله عما إذا كان يقبل الوكالة للدفاع عن الفنان الطامح بالعودة الى الساحة الفنية، أمام المحكمة العسكرية. قد يكون إختيار شاكر لهذا المحامي بالذات، ضربة معلم من الناحية المصلحيّة نظراً الى خبرة الأخير الطويلة في الملفات الجنائية ونظراً الى مسيرته الطويلة مع المحكمة العسكرية، غير أن هذا الإختيار لم يكن موفقاً أبداً من الناحية الوطنية. وفي هذا السياق تكشف المصادر المتابعة، أن المحامي المذكور، هو إبن عمّ ضابط بارز في الجيش اللبناني، إستشهد خلال المعركة المفتوحة منذ سنوات مع الإرهاب، فكيف له معنوياً لا قانونياً، أن يتوكل بإسم عائلته لكشف حقيقة إستشهاد قريبه وفي الوقت عينه يقبل وكالة شاكر المتهم مع ​أحمد الأسير​ و78 فاراً من وجه العدالة، بحسب القرار الإتهامي الصادر عن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا، بقتل ضباط وافراد من الجيش والتعرض لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش واقتناء مواد متفجرة واسلحة خفيفة وثقيلة استعملت ضد عناصر وضباط المؤسسة العسكرية في معركة عبرا الشهيرة.

أمر آخر دفع المتابعين لهذه القضية الى الإستغراب، هو أن شاكر يعرف جيداً أنّ المحامي المذكور الذي وقع عليه إختياره، فضلاً عن أنه قريب أحد الضباط الشهداء وذاق مرّ الإرهاب، هو من بلدة لطالما عرفت بتاريخها المناصر للجيش اللبناني، ولطالما قدمت الشهداء الأبطال بين صفوفه، كما وأنها منذ فترة ليست ببعيدة، ألبسها الإرهاب الأسود حداداً على ضابط من خيرة شبابها، وعلى رغم هذه المعرفة وقع إختياره عليه.

حتى لو أن الارهابي المطلوب فضل شاكر أراد من خلال توكيل هذا المحامي أن يستغل علاقة الأخير الجيدة بمؤسسة الجيش اللبناني وبالقضاء العسكري، في الأمر وقاحة غير مسبوقة، وقاحة لم تحرج أبداً رجل القانون الذي إعتذر من المتصل الصيداوي عن قبوله الوكالة، إعتذار يجب أن يفهم شاكر من خلاله، بأن في بلد الفساد والصفقات والخيانات، شرفاء، دماء الشهداء بالنسبة اليهم غير مخصصة للبيع.