بعد أيام قليلة على توقيف كل من عمر وبلال ميقاتي، بدأت المعلومات الخطيرة تظهر تباعاً، لا سيما أن الكثير من الأنباء تحدثت عن إحتمال تورط أحدهما في ذبح عسكريين من ​الجيش اللبناني​، كانوا مخطوفين لدى تنظيم "داعش" بعد أحداث بلدة عرسال الشهيرة.

عمر وبلال هما من عائلة بايعت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي منذ فترة طويلة، لكنهما مؤخراً وجدا نفسهما مضطرين إلى مغادرة جرود عرسال، بسبب التطورات التي حصلت داخل التنظيم في الفترة الأخيرة، والتي كان أبرزها الخلافات الداخلية بين جهات متصارعة، وكانت الوجهة منطقة الشمال اللبناني، لأنهما من أبنائها.

في المعلومات التي حصلت عليها "النشرة"، عمر وبلال قررا المغادرة عبر أحد أبناء بلدة عرسال، لكن الأجهزة الأمنية كانت تتابع هذا الأمر منذ اللحظة الأولى، وبعد أن سلك الطريق باتجاه الداخل اللبناني، على أمل تجاوز الإجراءات الأمنية من خلال هويات سورية مزورة، كانت قوة من مخابرات الجيش بانتظارهما عند حاجز عين الشعب، حيث تم توقيفهما سريعاً.

ومنذ البداية، كانت كل المعلومات تتحدث عن تورط أحد الموقوفين بذبح العسكريين، هذه الجريمة التي كانت صادمة للرأي العام اللبناني، والبيان الصادر عن قيادة الجيش اللبناني ألمح إلى هذا الموضوع، من خلال الحديث عن إحتمال التورط، إلا أن الإعترافات الأولية أكدت الأمر بما لا يقبل الشك.

وتكشف المعلومات أن بلال نفى نفياً مطلقاً أي علاقة له بهذه الجريمة، لكنه تحدث عن تورط عمر، والأخير أكد ذلك بعد التحقيق معه مطولاً، حاسماً الجدل بالنسبة إلى الصورة التي يظهر فيها ملتم الوجه، والتي كانت موجودة على هاتفه الخليوي.

وفي تعليق على هذه العملية، تؤكد مصادر مطلعة، لـ"النشرة"، أن ما حصل لا يمكن أن يقال عنه "صدفة"، لأنه كان متابعًا منذ البداية، وتشدد على أن الأجهزة الأمنية حاضرة من أجل متابعة أي تفصيل يساهم في حماية الأمن والسلم الأهلي.

وتوضح هذه المصادر أن أسلوب الهروب عبر هويات مزورة ليس بجديد، حيث تكشف عن حصول عدة محاولات في وقت سابق، وتشير إلى توقيفات حصلت في هذا الإطار، نظراً إلى أن المسلحين في الجرود باتوا يدركون جيداً أنهم أصبحوا في واقع صعب جداً، وقسم كبير منهم يخاف من أن يقتل ضمن تصفيات داخلية، لا سيما المنضوين منهم في صفوف "داعش"، وتعبتر أن من مصلحة هؤلاء أن يقدموا على تسليم نفسهم بدل أن يكون مصيرهم الموت.

في المحصلة، هو إنجاز كبير للمؤسسة العسكرية، يعكس أولاً حضورها القوي في الحرب على الإرهاب، وثانياً الحالة الصعبة التي وصلت إليها الجماعات المسلحة في هذه المرحلة.