أشارت أوساط "الديار" إلى أن "خطر التكفيريين الداهم على المسيحيين في لبنان لا يعني بتاتاً بأن بقية المكونات اللبنانية هي بمأمن عن بطش وإجرام تلك الجماعات البربرية التكفيرية، بل على العكس من ذلك فان بقية مكونات لبنان لا سيما الأقليات غير السنية منها تحديدا فإنما تنتظرها مخاطر تتهدد وجودها وهي كبيرة جدا ولا تقل شأنا عن الوضع المسيحي المهدد سيما أن هناك اجماعاً بين الباحثين المتخصصين في شؤون التنظيمات التكفيرية الظلامية على أن هؤلاء التكفيريين الذين يرفضون المسيحيين تحت راية ما يسمى بالجهاد فإن جهادهم هو أيضا موجه ضد باقي المذاهب الإسلامية نفسها وهم لا يترددون في تصفية واستباحة كل من يخالفهم المذهب الذي يتبعونه ويريدون فرضه بقوة البطش والسفك على بقية المذاهب الإسلامية التي يعتبرونها خارجة وضالة وفاسدة عن الأصول الإسلامية، فالمسيرة عند هؤلاء حرب دائمة ضد المختلف والمغاير لما يشهدون أنه الحق".

ولفتت الى أن "وحش التطرف في الشارع السني الذي رعته جهات وقوى سياسية محسوبة على تيارات الاعتدال السني في لبنان تنفيذا لأجندات داخلية عنوانها الأساسي احراج حزب الله وخارجية عنوانها الأساسي جر الشارع السني في لبنان إلى خندق مواجهة محور الممانعة في كل ارجاء المنطقة انطلاقا من لبنان باتجاه الساحة السورية، قد بدأ يخرج عن السيطرة بعد أن ساهم ذلك الاحتضان الداخلي والخارجي لوحش التطرف في الشارع السني بطريقة مباشرة وغير مباشرة في خلق بيئة حاضنة لنمو وتصاعد موجة الأصوليات المتطرفة وتغلغل راياتها السوداء في العديد من المناطق اللبنانية التي دخلتها التنظيمات التكفيرية الإرهابية التي استفادت من هذا المناخ المتطرف لتجنيد عشرات المقاتلين من الشباب اللبناني لإستدارجها للقتال على جبهات سوريا المشتعلة كما انها نجحت في استقطاب عشرات الشباب اللبناني ليكونوا وقودا لتنفيذ عمليات انتحارية ارهابية وهناك أدلة كثيرة على تلك السلوكيات المنحرفة عن كل ما يمت بصلة إلى الاعتدال السني الذي تمثله الحريرية السياسية التي أساسها الشهيد رفيق الحريري واستشهد في سبيلها".