اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن ​عبدالله بو حبيب​ أن الأهداف السعودية المباشرة من تدخلها العسكري في اليمن لا تزال غير واضحة، لافتا الى أنّه واذا كانت تسعى لحث اليمنيين على الجلوس على طاولة الحوار، "فلا أظن أن ما قامت به خطوة مشجعة في هذا الاتجاه باعتبار ان اليمنيين يتسمون بعناد ولن يرضخوا حتى ولو تحت الضرب الجوي".

ورأى بو حبيب، في حديث لـ"النشرة"، أنّه واذا لم ينتقل التدخل من جوي الى بري فالأهداف السعودية، ومهما كانت، لن تتحقق، وأوضح أنّ "القصف بالطائرات من شأنه أن يدمّر لكنه لا يحقق نتائج عملية وهو ما شهدناه بالعدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، مع العلم أن الدخول الى اليمن لن يكون بالأمر السهل على الاطلاق باعتبار ان المقاتل اليمني وخاصة اليمني الشمالي مقاتل شرس جدا".

واشار بو حبيب الى ان "الأمور تتوقف حاليا حول ما اذا كانت الضربات الجوية ستستمر لأكثر من يومين أو ستبقى محدودة، باعتبار انّه اذا كانت الضربات طويلة فذلك سيستدعي ردا يمنيا لا يمكن أن نعرف الى اي سيودي خاصة وأن للسعودية حدودًا مشتركة مع اليمن وقد دخل اليمنيون الحدود السعودية من قبل".

الحرب اليمينة لن تؤثر على الاتفاق النووي

وأكّد بو حبيب أن الحرب اليمنية لن تؤثر على مسار الاتفاق النووي الايراني، باعتبار انّه بات شبه منجز. وشرح أنّ "الموقف الاميركي المؤيد للتدخل في اليمن هو انعكاس لاضطرار واشنطن ارضاء حلفائها في المنطقة واصدقائها من العرب السنة، وهي بالتأكيد ما كانت لتعارض طرحهم التدخل في اليمن".

وجزم بو حبيب بعدم مشاركة الولايات المتحدة بالحرب على اليمن لا بالجو ولا بالبحر، مرجحًا أن تقتصر المساعدة التي ستقدمها لحلفائها بالمنحى اللوجستي من خلال مدّهم بالمعلومات والصور. وأشار الى ان واشنطن عمدت بالأيام الماضية الى سحب عدد من الخبراء الذين كانوا يتواجدون في اليمن للمساعدة في مواجهة الارهاب.

ولفت بو حبيب الى ان "توقيع الاتفاق النووي حاجة لطهران وواشنطن على حد سواء، فالرئيس الأميركي باراك أوباما يتمسك به لأن أي خيار آخر سيعني الفشل والاخفاق أمام أعدائه الكثيرين، أما طهران، فتدرك تماما أن هذا الاتفاق بوابتها على العالم وتعلم بأنّها اذا لم توقعه على عهد أوباما فهي لن توقعه أبدا".

لا مخاوف على الاستقرار الامني في لبنان

واعتبر بو حبيب أن لا الاتفاق النووي ولا الحرب اليمينة يؤثران على الملف الرئاسي في لبنان، لافتا الى ان لا مؤشرات تفيد بانفراج قريب على صعيد الرئاسة الأولى. وقال: "لا شك ان الموضوع ذات ارتباطات خارجية، فهو ليس بيد المسيحيين، واصلا لم يكن يوما كذلك باعتبار ان المسلمين لطالما كانوا يرجحون الكفة ويحسمون اسم الرئيس بسبب الانقسام المسيحي".

واستبعد بو حبيب أن يكون هناك اي انعكاسات للتطورات اليمنية على الوضع الامني في لبنان، لافتا الى ان "تيار المستقبل" و"حزب الله" يتمسكان بالاستقرار، "فالحزب منشغل بقتاله في الخارج وليس لديه الوقت للانصراف الى مشاكل أمنية داخلية، كما أن عدم وجود قوى عسكرية متساوية في لبنان يجعل من اي اشتباك امني امر مستبعد".