- أعلنت كلّ من أميركا والسعودية و«إسرائيل» وتركيا، عدوها المركزي في المنطقة، وحدّد كلّ منها الجهة التي يسعى إلى ترتيب الأوضاع معها حشداً للقدرات في حربه، والعدو هو من يصنّفه إرهاباً.

- صنّفت أميركا «داعش» إرهاباً وقرّرت الحشد للحرب على إمارة «داعش»، وتسعى إلى مصالحة مع إيران، وتحاول تقبّل شروط حلّ في سورية، وتشجع تفاهمات في لبنان، لضمان أوسع حشد ضدّ «داعش»، ولو من دون صيغ تحالف مباشرة مع الذين يقاتلون وسيقاتلون بصورة أفضل ضدّ «داعش».

- أعلنت «إسرائيل» حزب الله إرهاباً، وقرّرت الحشد لحرب لا تقدر على خوضها مباشرة ضدّه، فاختارت «جبهة النصرة» حليفاً مؤتمناً وموثوقاً لهذه المهمة، ولذلك تخوض معها حربهما المشتركة ولو تغيّرت الشروط التي تستطيع «إسرائيل» تحمّلها بعد عملية مزارع شبعا.

- أعلنت تركيا الدولة السورية ورئيسها وجيشها عدواً مركزياً محورياً، وقرّرت الحشد لاستنزافهم، فاختارت «داعش» حليفاً لهذه المهمة، وقدّمت لـ«داعش» كلّ التسهيلات التي تضمن القيام بهذا الدور، على رغم غضب الحلفاء من أميركا إلى سائر أطراف حلف الأطلسي.

- أعلنت السعودية الحوثيين عدوها المركزي، وشكلت حلفاً لمقاتلتهم، وصارت تقارن حربها بحروب الآخرين، فتركيا لا تصلح للمقارنة، لأنّ قدرة الدولة السورية على الصمود في وجه «داعش» و«النصرة» معاً ومن ورائهما كلّ ما سُمّي بحلف «أصدقاء سورية»، أبعد مدى من الزمن الذي لزم لتحوّل «داعش» خطراً على الغرب، وبدء الحرب الأميركية عليه، وصولاً إلى إعلان واشنطن حتمية التفاوض مع الرئيس بشار الأسد، و«إسرائيل» فشلت في الرهان على «جبهة النصرة» لأنّ عملية مزارع شبعا أثبتت عدم قدرة «إسرائيل» على مقابلة حزب الله في حرب برية، وأميركا تخوض الحرب على «داعش» وهي تقول بلسان رئيس أركان جيوشها الجنرال مارتن ديمبسي، الغارات الجوية لا تكفي، ومن دون حرب برية لا يمكن تحقيق النصر.

- تعرف السعودية بمقارنة بسيطة بين غاراتها وغارات التحالف الذي تقوده واشنطن ضدّ «داعش»، وبين قدرة «داعش» على الصمود وقدرة الحوثيين، كعديد وعدد وتجذّر في الأرض وحمل قضية وطن، أنّ ما يصحّ في حال أميركا مع «داعش» يصحّ أكثر في حال السعودية مع الحوثيين.

- رهان السعودية على القوى اليمنية المناوئة للحوثيين لخوض الحرب البرية، لا يقلّ سخافة وبهلوانية عن رهان الأميركيين على ما يُسمّونه بالمعارضة السورية المعتدلة لخوض هذه الحرب.

- يتفادى الأميركيون التورّط في الحرب البرية، فيلجأون إلى التشبيك من بعد مع من يمكن أن يقاتلوا «داعش» براً، من إيران إلى العراق وسورية ولبنان، فكيف ستتفادى السعودية التورّط برّاً؟

- ستعيد السعودية التجربة «الإسرائيلية» في حرب تموز 2006 بوهم الانتصار الذي يمكن تحقيقه من الجو فقط، ولما مضى الوقت الافتراضي للنصر في الحرب البرية، اضطرت إلى التورّط براً، وبدأت الهزيمة، وخلال أيام قليلة ستجد السعودية أنها ارتكبت الخطأ القاتل، وفشلت الحرب من الجو، وهي ليست واثقة من عدم انتقال النار إلى بيتها، ولا من بقاء حلفها ثابتاً، ولا من امتلاك استراتيجية خروج منها.

- لا بدّ من الاستعانة بصديق، ربما تكون مسقط التي يغضب السعوديون من موقفها الرافض للتورّط في الحرب.