بدأت الولايات المتحدة الأميركية بتصنيع 6 طائرات حربية من نوع "سوبر توكانو" Super Tucano أو A29 سيتم تسليمها للجيش اللبناني على 3 دفعات على أن تصل الدفعة الاولى مطلع العام 2018. وبذلك يكون لبنان على موعد مع تحول استراتيجي بقدرات جيشه العسكرية، باعتبار انّه لا يمتلك منذ أكثر من 25 سنة أي طائرة حربية ويقتصر أسطوله الجوي على الطائرات المروحية.

وكشفت مصادر غربية رفيعة المستوى لـ"النشرة" أنّه بدأ العمل على تصنيع هذه الطائرات التي ستكون Brand new وسيتم دفع تكاليفها من الهبة السعودية الأخيرة للبنان لمواجهة الارهاب والتي بلغت مليار دولار أميركي، لافتة الى ان عملية تسليم الطائرات الـ6 ستكون قد تمت بالكامل نهاية العام 2018 علما ان صفقة شراء هذه الطائرات تتضمن تدريب الطيارين اللبنانيين عليها في لبنان وواشنطن كما صيانتها بشكل متواصل.

وكان لبنان يعتمد قبل السنوات الـ25 الماضية على طائرات من نوع "ميراج" و"هوكر هانتر" توقف العمل بها نظرا لعدم القدرة على صيانتها، وهو يعتمد في كل عملياته منذ حينها على طائرات مروحية بعضها من نوع Gazelle قادرة على حمل أنواع محددة من الصواريخ.

وتشير المصادر الى ان صفقة طائرات "سوبر توكانو" هي جزء من شراكة عسكرية أميركية - لبنانية طويلة الأمد، مع العلم بأن قيمة المساعدات الأميركية المقدمة للجيش منذ العام 2006 بلغت أكثر من مليار دولار.

وستتركز مهمات الطائرات المذكورة على مواجهة الجماعات الارهابية في المناطق الحدودية والتي توليها الولايات المتحدة الاميركية أهمية استثنائية، وهو ما ظهر جليا بعد محاولة "داعش" و"النصرة" اقتحام الحدود اللبنانية وبلدة عرسال في شهر آب الماضي. وتحدثت المصادر عن استنفار أميركي منذ حينها لمد الجيش بكل ما يحتاجه لمنع تكرار سيناريو الاقتحام، لافتة الى تواصل شبه يومي بين الطرفين لهذا الغرض.

وتبدو المصادر الغربية مطمئنة لوضع ​الجيش اللبناني​ على الحدود، لافتة الى ان كل الاستعدادات متخذة لمواجهة كل السيناريوهات، وهي تأتي باطار المواجهة "الاستباقية"، مشددة على أن السيناريو العراقي كما السوري غير قابل للتطبيق في لبنان لاعتبارات عديدة أبرزها قدرة الجيش اللبناني وخاصة أن أكثر من طرف دولي يعمل على دعمه في حربه على الارهاب.

وتمتاز طائرات "سوبر توكانو" بكونها ذات محركات مروحية توربينية، وهي تُعتبر طائرات "هجوم خفيفة"، تتمتع بمدى بعيد واستقلالية في العمل، وتستعمل في مكافحة حركات التمرد والإرهاب، بالإضافة إلى تدريب الطيارين.

وتضم الطائرة نظم أفيونيكس وأسلحة حديثة. وقد صنعت بناء لطلب السلطات البرازيلية بإيجاد طائرة قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية في منطقة الأمازون، أي العمل في ظروف درجات حرارة ورطوبة مرتفعة، ليلا ونهارا، وبإمكانها الهبوط على مدارج قصيرة.

وصممت "سوبر توكانو" بمقعد طيار واحد أو مقعدين. تبلغ سرعتها 593 كلم في الساعة ويبلغ مداها 4820 كلم، كما أن ارتفاعها الأقصى يبلغ حوالي 11 الف متر. وهي تحمل العديد من المستشعرات التي تؤهلها للحرب الحديثة، كما أنها مسلحة بمدفع رشاش عيار 12,7 ملم، وحاضن مدفع رشاش عيار 20 ملم في الأسفل، كما يمكن تزويدها بقواذف للقذائف الصاروخية عيار 70 ملم، بالإضافة إلى القنابل الانزلاقية التقليدية أو الذكية وصواريخ سايدويندر جو–جو.

ممّا لا شكّ فيه أن قدرات الجيش اللبناني سترتفع مع التجهيزات الأميركية القائمة على قدم وساق منذ فترة غير طويلة، خصوصًا بعد التهديدات الارهابيّة التي يواجهها لبنان من "المخرّبين" من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الارهابيين وعصاباتهما، الأمر الّذي سينعكس ايجابًا وارتفاع معنويّات على الداخل اللبناني واحتضانًا أكبر للمؤسّسة العسكرية. وقد صدق الأميركيّون في وعودهم، فيما بقيت فرنسا الكاذب الأكبر الّذي يراوغ بحياة العسكريين اللبنانيين.