تطهير الذات

الصوم​ هو هذا الفعل التطهيري للذاتcatharsis والعودة. النقاء والقداسة هو الخروج من كهف الرغبات والشهوات والدنس ومما يسميه القديس يوحنا شهوة المال وشهوة الجسد وشهوة المجد والوقوف أمام الله كما وقف العشار في الهيكل يقول: ارحمني أنا الخاطئ. هو الوقوف في عريننا الداخلي أمام الله بعد عودتنا كالإبن الضال من رحلة الخطيئة والموت. الصوم هو السخاء وإعطاء فلس الأرملة للأرملة، الإنجيل فلس الرحمة والمغفرة والمصالحة مع الآخرين والخروج من الجسد، والبغض، والكراهية والأنانية لملاقاة الجائع بالطعام والعطشان بكأس ماء، والعريان بثوب يكسيه، والمسجون والمريض بتنقل وزيارة والشريد والغريب بالايواء وفتح باب القلب.

من فرح العربي سأفرح القيامة

يبتدئ الصوم بفرح عرس قانا الجليل وينتهي بفرح القيامة. هو في الكنائس طقس الوصول الى الميناء او الختن، أو العذارى أو النهيرة... الصوم ليس زمن ابراهيم أو تقرير خاص بنا نصنعه كما نشاء. هذه أعمال مشكورة مثل الامتناع عن الحلويات أو السيجارة أو سواها بل فريضة كنسية علينا أن نتممها كما تأمر الكنيسة بالانقطاع عن الطعام من نصف الليل حتى منتصف نهار اليوم التالي. وعلينا أن نعرف أن شرب الماء لا يكسر الصيام وأنه ليس على المرضى ولا على الشيوخ أو الأطفال أو الذين في سفر واجب الصيام.

آحاد الصوم

الصوم هو فرح المشاركة في عرس الحياة كما في عرس قانا الجيل (الأحد الأول من الصوم) وهو الشفاء من يرفض الخطيئة ونجاسة الحياة (لا أحد الا يرفض، الأحد الثاني من الصوم) وهو الشفاء من نزف جرحنا الوجودي الذي دمرته الخطيئة أحد النازفة أو الأحد الثالث من الصوم) وهو العودة والتوبة والعودة الى البيت الوالدي والى احضان الاب (أحد الابن الضال وهو الأحد الرابع من الصوم).

ثم اسبوع العجائب (كتاب القدوس الماروني صفحة1112-1113)

ثم هو الخلاص من التخلع الوجودي والكياني مع (الأحد الخامس في شتاء المخلع) وهو الخروج من عمى القلب والضمير وهو الأحد السادس أحد شفاء الاعمى للوصول الى الفرح أوشعنا في الشعانين والهتاف: مبارك الآتي باسم الرب وقد سبق أحد الشعانين سبت قيامة لعازار ثم نأتي لنهتف هو شعنا خلصنا يارب مبارك أنت ونصل الى فرح القيامة والخلاص فتصبح ملحاً ونوراً (كتاب القداس الماروني صفحة 1112-1113).

(راجع كتاب الديداخه أو تعاليم الرسل وهو أكد الصوم وايامه وهو أقدم نص عن حياة الكنيسة الأولى).

البابا فرنسيس، البطريرك الراعي، المطران مطر

في الصوم نصغي لرسالة قداسة البابا فرنسيس الرامي الى رفض المبالاة ونشر المحبة والتضامن بين البشر والى رسالة غبطة السيد البطريرك بشارة الراعي زمن الجوع والعطش.

أو الى رسالة سيادة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر: حيث تجدد فينا فضائل الايمان والرجاء والمحبة ويخلق الله فينا قلبا نقيا وتزداد فينا المحبة وروح التضامن بعد أن نكون قمنا بفعل توبة ورجوع الى اللهز في طقس يقام في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت...

خاتمة

لنعمم يا احبائي روحيا وجسدياً ونفسياً، عن الكبرياء الغضب والحسد والحقد والكراهية والغيرة والنميمة والشرب والأكل والشرهة ولا ننهش بعضنا بعضاً حسب قول القديس بولس. وهذا ما ورد أيضا في رسائل غبطة البطريرك لحام والبطريرك يونان...