لفت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى انه "منذ البداية اخترنا الحوار للمصلحة الوطنية، وحزب الله وتيار المستقبل يتحاوران مع بعضهما والسقف كان منطقي وواقعي بالنسبة إلى تخفيف الاحتقان ومنع انهيار البلد"، مشيرا الى انه "منذ البداية كان هناك جهات سياسية في لبنان وشخصيات داخل "المستقبل" تعمل على تخريب الحوار وهي لا تزال تعمل على ذلك".

وفي كلمة له، اكد السيد نصرالله "اننا لا نعير أي اهتمام للأصوات في المحكمة الدولية وسنواصل الحوار مع "المستقبل" وسنتحمل كل هذه الاستفزازات وندعو جمهور المقاومة الى عدم الإهتمام"، مشيرا الى ان "الكل يعرف أننا تتحدثنا بوضوح وأعلنا موقف حازم وواضح من المحكمة وأصلها وقوانينها ونتائجها وهذا الموضوع منتهي منذ زمن وبالتالي لا يعنيينا ما يجري فيها".

كما اشار السيد نصرالله الى انه "خلال الأسابيع الماضية حملنا إتهامات جديدة بالنسبة إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية، ولا شك أن اجراء الإنتخابات أمر ضروري، وما يعنيني هو ما قيل مؤخرا من اتهام لايران ولنا بالتعطيل"، مؤكدا أن "ايران لا تتدخل ولن تتدخل"، موضحا ان "الفرنسيين اتصلوا بالايرانيين واحالوهم إلى اللبنانيين، وهي ليست مسؤولة عن التعطيل"، لافتا الى ان "المسؤول عن تعطيل الإستحقاق الرئاسي أن هناك دولة تضع "فيتو" على المرشح الطبيعي والذي يمثل الحيثية المسيحية الأكبر في لبنان وهي السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل واستنتاجي أن تيار "المستقبل" قد لا يمانع من هذا الخيار لكن المشكلة في الفيتو السعودي".

ورأى السيد نصرالله ان "لكل انسان الحرية أن يحدد موقفه من التطورات في أي منطقة"، لافتا الى "اننا في لبنان جئنا متأخرون بالنسبة إلى الأوضاع في اليمن"، مشيرا الى "انه كان يتابع المعلومات ورأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي تحدث عن تدخل ايراني وفي لبنان كل الأفرقاء أخذوا موقفهم ونحن لنا حقنا في التعبير عن موقفنا المختلف، وكما نحترم رأي غيرنا من حقنا أن نعبر عن رأينا بالادبيات المناسبة"، متمنيا أن "لا يؤدي هذا الإنقسام الجديد حول التطورات في الخليج إلى توتر في لبنان أو إنعكاس على الحكومة".

وحول الأوضاع في المنطقة، سأل السيد نصرالله "ما الذي حصل حتى هبت "عاصفة الحزم" عند النظام السعودي وعند حلفائها وبتنا نرى شجاعة عربية وشهامة عربية؟"، مضيفا:"ولكن المؤلم أننا على مدى عقود نحن في فلسطين وشعوب المنطقة لم تهب علينا لا "عاصفة حزم" ولا "نسمة حزم" لمواجهة اسرائيل"، مشيرا الى ان "الشعب الفلسطيني يستصرخ منذ سنوات وفي لبنان الشعب استصرخ في العام 1982 وبعد ذلك لم يعد بحاجة لكم، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال يستصرخكم وهؤلاء مسلمين سنة وكانوا ينادون زعماء العرب الذين لم يحركوا ساكنا"، متسائلا:"فمن أين جاءت هذه الشجاعة وهذا الحزم؟"، قائلا:"هذا الامر يستدعي التأمل والآلم".

وسأل السيد نصرالله:"كل ما حصل في منطقتنا على مدى سنوات لم يستدع تدخل سعودي فمالذي حصل اليوم؟، فاذا كان الهدف انقاذ الشعب اليمني لماذا تركتم الشعب اليمني؟، فاذا كان الهدف هو اعادة السلطة الشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بحسب ادعائكم لماذا لم تبذلوا الجهد لاسترجاع أرض فلسطين؟، انتم تقولون أن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمنكم القومي، الم تستشعروا خطر اسرائيل التي تمتلك أقوى جيوش في العالم؟"، قائلا:"هذا يعني أن اسرائيل لم تكن في نظر هؤلاء عدوا أو تهديدا يستلزم همة أو عاصفة من هذا النوع".

واشار السيد نصرالله الى ان "هناك 3 حجج طرحت للعدوان على اليمن، الأولى أن هناك رئيس شرعي، بالرغم من استقالته وانتهاء مدته"، متسائلا:"فالنفترض أن هناك رئيس شرعي، فهل هذه حجة كافية لشن حرب على اليمن؟"، مضيفا:"انتم لم تفعلوا ذلك سابقا، عندما قام الشعب التونسي ضد زين العبدين بن علي ولم تقوموا بذلك بالرغم من موقفكم من الثورة التونسية، وفي مصر الكل يعرف أن موقف السعودية معادي للثورة التي أطاحت بحسني مبارك وهو موقف علني ولم تقوم بتحالف دولي من أجل الحرب والحفاظ على الرئيس الشرعي، فلماذا في اليمن؟"، معتبرا ان "هذه حجة وكذبة من الأكاذيب وليست هذه الطريقة لاعادة رئيس شرعي في كل دول العالم".

ورأى السيد نصرالله انه "ليست المسألة مسألة رئيس شرعي بل أعمق من ذلك"، لافتا الى ان "الحجة الثانية أن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمن السعودية وأمن دول الخليج"، متسائلا:"فهل هناك أي دليل على ذلك من أجل شن الحرب التي فيها سفك الدماء؟"، معتبرا ان "هذا ليس من الانسانية بشيء ولا من دين الله بشيء بل هذا دين جورج بوش الذي يحاسب الناس على النوايا، والكل يعرف أن مشاكل اليمن داخلية بالنسبة إلى الارهاب والاقتصاد والتنمية والسياسة، يعني أن الشعب لديه أمور يقوم بها لعشرات السنوات"، متسائلا:"فهل بدر من هذا الشعب ما يهدد الامن في السعودية أو الخليج؟".

ولفت السيد نصرالله الى ان "ما أعلم به أن الاخوة في أنصار الله كان لهم إتصالات في السعودية وقطر ودول الخليج وعشية وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز كان هناك وفد من أنصار الله في السعودية وتوفي الملك وقطعت الاتصالات"، مشيرا الى ان "أنصار الله لم يعلنوا القتال وكانوا يريدون الحوار ولم يبادروا إلى أي عداء يبرر العدوان عليهم".

واشار السيد نصرالله الى ان "الحجة الثالثة وهي الأهم وهي واهية بالمنطق بالرغم من أنها الأكثر تسويقا في وسائل الاعلام الخليجية، أن اليمن أصبحت محتلة من ايران وهناك هيمنة يمنية وتدخل إيراني ويجب أن نستعيدها، وهذه من أكبر الأكاذيب التي يجري العمل على تعميمها"، متسائلا:"ولكن أين هو الدليل والشاهد على أن اليمن محتلة من ايران؟ وأين هي الجيوش الإيرانية في اليمن؟ وأين هي القواعد العسكرية وهل حقيقة إيران تحتل اليمن؟".

ورأى السيد نصرالله ان "هناك مشكلة جوهرية في عقل النظام السعودي ومن معه وهي عدم الإعتراف بوجود شعوب وقضايا شعوب، ولذلك هي اذا في يوم تمردت تكون في المحور المقابل، ومن أجل ذلك تعاطوا مع موضوع مصر وتونس وليبيا وكل المواضيع هكذا، وهذا العقل يوصل إلى نتائج وسياسات خاطئة وفشل متراكم"، لافتا الى ان "السياسات الخارجية السعودية هي التي توصل المنطقة إلى أن تكون مفتوحة أمام إيران، والمشكلة عندكم وليست عند إيران، في فشلكم وفهمكم".

واشار السيد نصرالله الى انه "في لبنان، في العام 1982، عندما احتلت اسرائيل لبنان والعاصمة بيروت تخلى العرب كلهم عن لبنان إلا سوريا، وكان من حق اللبنانيين أن يبحثوا عمن يساعدهم فكانت سوريا وإيران التي جاءت من آخر الدنيا ولم تتخلى عن اللبنانيين بل لبت النداء وساعدت اللبنانيين ونقلت اليهم التجربة والخبرة والسلاح لكن المقاومة في لبنان كانت لبنانية"، مضيفا:"عندما جئنا لنهدي النصر في لبنان إلى كل العرب لم تقبلوا واعتبرتوا أنه انتصار ايراني ومذهبي"، مشددا على ان "ايران لا تحتل لبنان ولا تفرض رأيها على لبنان".

وبالنسبة إلى فلسطين، لفت السيد نصرالله الى ان "العرب وتحديدا السعودية والخليج، تخلت عن الشعب الفلسطيني وتركت اسرائيل تقتل وتشرد واميركا تبحث عن حل سياسي وهو سراب"، مضيفا:"وانتم لديكم أموال لماذا يعيش الشعب الفلسطيني في البؤس اذا لا تريدون ارسال سلاح، لا نريد ضباطكم ولا سلاحكم ولا عاصفة الحزم بل "شوية" أموال تصرفونها في أوروبا من أجل الشعب الفلسطيني الذي تركتوه للمهانة والشتات، وهذا الشعب استنجد بايران ورغم أن ايران مفروض عليها حصار بفضلكم قدمت ما تستطيع إلى الشعب الفلسطيني من الموقف السياسي إلى السلاح إلى الأموال".

وفي العراق، اشار السيد نصرالله الى ان "السعودية ومن معها شجعت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومولته من أجل الحرب على إيران التي هدمت العراق وايران، وبعد ذلك شجعت ودعمت جورج بوش من أجل احتلال العراق وكانت جزءا من هذه العملية على الصعيد اللوجستي، لكن عندما بدا أن الشعب العراق لن يستسلم ويستغل فرصة التخلص من صدام حسين أدخلتم عليه كل جماعات القاعدة والتكفيري وأنا كنت أطالب ولا أزال أطالب العراقيين بأن يظهروا الحقيقة لكل شعوب العالم بأن من كان يرسل الانتحاريين والسيارات المفخخة إلى العراق هي المخابرات السعودية، وجنيتم على الشعب العراقي واخر جنايتكم كانت "داعش" من أجل أن تسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي".

وسأل السيد نصرالله:"من اول من بادر لمساعدة الشعب العراقي عندما تعرض للحرب من قبل التنظيمات الارهابية؟"، قائلا:"ايران فعلت ذلك وارسلت فلذات أكبادها للمقاومة هناك"، مشيرا الى ان "اليوم نرى الاتهامات العربية أن هناك هيمنة ايرانية في العراق، فهذه الهيمنة كلها بسببكم، لان انتم "تنابل" و"كسالى" و"فاشلين" ولا تتحملوا مسؤولياتكم تجاه الشعب العراقي".

واضاف السيد نصرالله:"عندما جئتم بكل وحوش الأرض من أجل إسقاط سوريا كي تصبح تابعة، والسعودية وقطر وتركيا بذلك الكثير من أجل استيعاب الأسد لكي يكون تابعاً، لكن سوريا أرادت أن تبقى دولة مستقلة تقوم بدورها الإقليمي، وانتم قتلتم شعب سوريا ودمرتم سوريا، واليوم الكل في سوريا يريد الحل السياسي"، متسائلا:"فمن الذي يمنع هذا الحل؟ من الذي يزيد الحريق في سوريا؟"، قائلا:"السعودية وحلفائها لأن الهدف إسقاط سوريا، وطبيعي أن يكون هناك إحترام لدور إيران التي جاءت لمساعدة الشعب السوري، ومن ثم يأتي سعود الفيصل ليقول أن سوريا محتلة من قبل إيران أو حزب الله، وهذا تلفيق وتذوير وكذب".

واكد السيد نصرالله ان "ايران لم تأمرنا بأمر ولم تطلب لنا أي شيء لا بالشأن المحلي ولا الاقليمي ونحن قيادة مستقلة ولا يوم تعاطت معنا كما تتعاطى السعودية مع أصدقائها في العالم"، لافتا الى ان "ايران ليست الأمبرطورية بل هي الدولة الإسلامية ومن أجل ذلك تستغربون كيف تساعد ايران لبنان وسوريا والعراق واليمن من دون أن تطلب أو تفرض".

وفي اليمن، سأل السيد نصرالله:"ماذا فعلتم في اليمن؟"، مشيرا الى ان "السعودية تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين وتتدخل في أي شي في اليمن"، لافتا الى "انكم رفضتم ضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي وتعاطيتم مع الشعب باستكبار واهانة"، متسائلا:"الم تدعموا انتم 6 حروب على الحوثيين المحاصرين في صعدة من أجل ابادتهم وهزمتم؟"، قائلا:"وبعد أن أصبح لهم كلمة في البلد جاءوا اليكم وطلبوا الحوار، فماذا قدمتم في اليمن غير شراء الذمم وتغيير المذاهب ودعم الجماعات التكفيرية".

واشار السيد نصرالله الى ان "أنصار الله إلى ما قبل سنوات قليلة لم يكن لهم أي إتصال مع إيران بل مع دول عربية منها قطر، هؤلاء المظلمون إيران وقفت إلى جانبهم لكنها لا تتدخل في اليمن ولا في قرار اليمن، واليوم اليمنيون هم من يقرر كيف يتعاطون مع هذه الحرب، وحتى اليوم لا تتدخل إيران، وانتم تدفعون اليوم كل الشعب اليمني إلى حضن إيران، واستعادة اليمن لا تكون بشن الحرب عليها بل بالحوار مع اليمن والتعاطي العاقل مع اليمنيين".

ورأى السيد نصرالله ان "السبب الحقيقي لهذه الحرب هي أن السعودية فشلت في اليمن وشعرت بأن اليمن أصبح ملك شعبه وملك قوى سيادية حقيقية لا تخضع لهيمنة أحد والهدف استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن واليوم المطلوب من أجل أن يستيعدوا أمراء ال سعود الهيمنة أن يقتل ضباط وجنود من الجيش اليمني ومن جيوش أخرى"، داعيا الى "وقف هذا العدوان من الآن، والى استعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع"، لافتا الى "اننا ندعو شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم".

واضاف:"من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع وأن يقاوم وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر لأن هذه هي قوانين الله والتاريخ"، متسائلا:"هل الجيش السعودي أقوى من الجيش الأميركي؟ وأين هو الجيش الأميركي في العراق وأين هو الجيش العراقي في لبنان؟".

ورأى السيد نصرالله انه "لا تزال هناك فرصة أمام حكام السعودية لكي يتعاطوا مع اليمنيين مع الأخوة ويجنبوا نفسهم المذلة، ولا يجب أن يفرحوا ببعض الغارات الجوية، فكل المدارس العسكرية تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصرا"، متسائلا:"أين هو الجيش البري السعودي؟"، قائلا:"لا يريد أن يقاتل بل يريد أن يأتي بالبكستانيين والمصريين والأردنيين، وهنا مسؤولية الشعوب لأن هزيمة النظام السعودي محسومة".

واكد السيد نصرالله ان "الشعب اليمني سيقاتل دفاعا عن عرضه وأرضه لكن الفرصة لا تزال قائمة من أجل الحل السياسي بدل أن تكون الدول العربية شريكة في ذبح الشعب اليمني ولتكون مبادرة عربية أو إسلامية لان الهزيمة والمذلة مصير الغزاة".

ولفت السيد نصرالله الى "انه متفاجئ من موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس"، متسائلا:"هل مصلحة فلسطين بان يشن حرب على شعب؟"، متوجها الى عباس بالقول:"فلتذهب الى بيتك بعدما دعمت عدواناً على الشعب اليمني".