وصف عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب جان أوغاسبيان، قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بشأن اليمن، المتمثل في خوض حرب "عاصفة الحزم" لمواجهة المد الحوثي المدعوم من إيران، بـ"الشجاع والحكيم، لكنه يتطلب قراءة متأنية ودقيقة".

وفي تصريح لـ"السياسة" الكويتية، أشار إلى أنه "من الصعب تكوين قراءة واضحة بشأن تطور الأحداث قبل معرفة النتائج التي قد تسفر عنها الحرب التي لا تزال في مستوى القصف الجوي ولم تتطور إلى هجوم بري، في وقت يندرج موقف إيران في إطار التهويل الإعلامي ولم يصل إلى التهديد بالتدخل العسكري".

وأوضح أن "لدى إيران الكثير من المشكلات الداخلية الناتجة في الدرجة الأولى من انخفاض أسعار النفط والتكتيكات الخاطئة في سياساتها الخارجية، في حين تريد من مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي رفع العقوبات المفروضة عليها فحسب من دون تقديم أي تنازلات".

واعتبر أن ما يجري في اليمن "عملية حماية مصالح ستراتيجية كبرى وليس متسبباً من التوسع الحوثي أو الصراع السني-الشيعي، فهناك مسألة مضيقَي هرمز وباب المندب والخط الذي يوصل منطقة الخليج بالبحر الأبيض المتوسط، والتخوف الغربي من التأثير في حركة النفط الحرة إلى العالم عبر هذا الخط, ولولا ذلك لما اتخذت الولايات المتحدة الموقف الداعم لهذه العملية، فهي ليست إطلاقاً في إطار تقوية السنة على الشيعة أو أن تجعل للعرب قدرة التفوق على إيران، لأن همها مصالحها الكبرى".

وأكد أن "اللعبة الإيرانية باتت اليوم مكشوفة، وهي توفير الدعم للحوثيين والسيطرة على المضائق لتهدد العرب والغرب، العرب عبر التحكم بحرية الملاحة، ولتقول للغرب أنتم تتآمرون علي بتخفيض أسعار النفط وأنا أتحكم بوصول النفط إليكم".

وأشار أوغاسبيان إلى أن "هم أميركا ليس الاستقرار في المنطقة بالدرجة الأولى، فالمسألة كما أشرت أبعد من يمن وحوثيين، وهي تبحث في كل خطوة تخطوها عن مصالحها الستراتيجية النفطية وأمن إسرائيل".

ورأى أوغاسبيان أن "التصريحات الإيرانية، ومن شخصيات معتبَرة فيها وليست مغمورة، تشكل استفزازاً واضحاً لشعوب المنطقة وحكامها، مثل أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد مثلاً سيؤدي إلى سقوط الكويت، وأن محورهم يشمل لبنان أيضاً، وقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن مفاوضات الملف النووي لن تؤثر في الأمور الأخرى، ومعنى ذلك أن اللبنانيين الذين علقوا آمالاً كبيرة على انتخاب رئيس للجمهورية بعد الاتفاق الإيراني-الأميركي، عليهم أن ينتظروا كثيراً".

وبشأن المواقف التي اتخذها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في هذا الصدد، رأى أوغاسبيان "أنها تأتي ضمن التصاريح الإيرانية، ولكنها جاءت بنبرة أعلى من المرات السابقة".