أكّدت أوساط سياسيّة مُستقلّة لـ"الديار" أنّ تموضع أغلبيّة المَسؤولين اللبنانيّين في جبهتين إقليميّتين مُختلفتين بات ظاهراً بشكل غير قابل للإخفاء أو للتجاهل، بحيث أنّ النظرة إلى المصلحة الوطنيّة العليا غائبة تماماً في تقييم أيّ أحداث وتحوّلات، أكانت في سوريا أو في اليمن أو في أي مكان آخر".

واستغربت الأوساط السياسيّة نفسها تكرار المسؤولين اللبنانيّين في تعاطيهم مع الملفّ اليمني الذي فُتح على مصراعيه في الأيّام القليلة الماضية، "سيناريو" التعاطي السابق نفسه مع الملفّ السوري منذ أربع سنوات حتى اليوم، على الرغم من أنّ هذا الأمر لم يُسفر إلا عن مزيد من المشاكل في التجربة السابقة.

ولفتت الأوساط إلى انّ "بدعة الحياد إزاء الملفّ السوري لم تُطبّق إلا على المستوى الإعلامي الرسمي فقط لا غير، حيث انّ ممارسات أغلبيّة الجهات اللبنانيّة جاءت مُنحازة لهذا الفريق أو ذاك، سياسياً وإعلامياً، وحتى ميدانياً، ولوّ بنسب وأحجام متفاوتة".

ونبّهت الأوساط نفسها إلى أنّه لا يجب الاستخفاف بما يحصل في اليمن من حيث الأهمّية الاستراتيجيّة للتوازنات في المنطقة، أو الاستهانة بانعكاسات ما يحصل على الداخل اللبناني باعتبار أنّ اليمن بعيد جغرافياً عن لبنان وليس مجاوراً له كما هي الحال مع سوريا.

وأوضحت هذه المصادر أنّ "التموضع في الجبهة الإيرانيّة العريضة أو في الجبهة السعودية العريضة، بهذا الشكل المفضوح والمتضارب، كما أظهرت تصاريح ومواقف كوكبة واسعة من المسؤولين اللبنانيّين في الساعات والأيّام القليلة الماضية، لن يعود سوى بمزيد من المشاكل والتعقيدات على الساحة اللبنانيّة".