أكّدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا ايخهورست أن ملف ​الانتخابات الرئاسية​ متروكٌ للأطراف السياسية اللبنانية المعنية، مشدّدة على وجوب اتمام هذا الاستحقاق في اقرب فرصة ممكنة، على الرغم من الأحداث التي تشهدها المنطقة.

وفي حديث لـ"النشرة"، أوضحت أيخهورت أن هذا أمر مهم لا سيما بالنظر إلى التحديات المتعددة التي تواجه البلاد اليوم، ان كان بمجال الامن او تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن توفير الحماية والمساعدة الكافية لجميع الناس الذين يعيشون في لبنان، لافتة الى ان "الاتحاد الأوروبي كان دائما على اتصال مع جميع الأطراف اللبنانية، قبل وبعد الفراغ، وكانت رسالته دائما هي نفسها، لجهة أهمية تجنب الفراغ الرئاسي، وانتظام عمل المؤسسات".

لوجوب توفير الاحتياجات الاساسية جدا للاجئين السوريين

وأشارت أيخهورست، من جهة ثانية، الى تزايد الاحتياجات اللبنانية نتيجة استمرار أزمة اللاجئين السوريين وبلوغها مستويات مرتفعة جدا، لافتة الى ان الاتحاد الاوروبي كان في طليعة المستجيبين لهذه الاحتياجات وأول من أعلن تضامنه مع كل السكان الذين يعيشون في لبنان. واعتبرت ان وجود 1.2 مليون لاجىء في بلد كلبنان يشكل عبئا كبيرا عليه وعلى حكومته، من هنا كانت التفاتة دول الاتحاد الاوروبي لمساندته ماليا ودعمه بكل ما توفر من امكانيات.

وقالت ايخهورست أنّها تزور والشركاء في المنظمات غير الحكومية بشكل دوري المناطق اللبنانية حيث المجتمعات الفقيرة والتي غالبا ما تكون المواقع التي يعيش فيها اللاجئون، مشيرة الى ان بعضهم يعيش حاليا فقط بمبلغ 19$ طوال الشهر وهو المبلغ الذي يؤمنه برنامج الغذاء العالمي. وقالت: "من الواضح أنه في بيروت على سبيل المثال، من الممكن توفير التعليم لغالبية الأطفال اللاجئين، لنقل 90% منهم، ولكن خارج بيروت، الأطفال اللاجئون لا يملكون هذه الفرصة، وهي مسألة ناقشناها أكثر من مرة مع وزير التربية والتعليم".

واذ اعربت ايخهورست عن تقديرها للجهود التي تضطلع بها الحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين من خلال تطبيق أعلى المعايير الدولية للتصدي لهذه الكارثة، شددت على وجوب عدم التغاضي عن الاحتياجات الأساسية جدا التي لم يتم توفيرها. واضافت: "الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية الأساسية تختصر بالمأوى والمياه والغذاء والكهرباء والتعليم والصحة... فإذا أعطينا المال الشهر الماضي، هذا لا يعني أن هذه الأموال ستكون كافية للأشهر المقبلة، خاصة ان التكاليف التشغيلية العالية تضاعفت ثلاث مرات وأربع مرات منذ بداية الأزمة".

لا خطة لتفريغ المنطقة من المسيحيين

وتطرقت ايخهورست لملف الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، جازمة بعدم وجود خطة لتفريغ المنطقة من المسيحيين، مشددة على ان مصلحة لبنان هي بتنوعه ومن هنا المطلوب الحفاظ على هذا التنوع والعيش المشترك، "وهو ما اختبرناه في تجربتنا الأوروبية حيث أيقنا أهمية التعايش بين المجتمعات المختلفة لبناء مجتمع مزدهر"، واضافت: "نحن لا نعتقد في بتجزئة المجتمعات، باعتباره يناقض قيمنا".

لتفادي الإنزلاق عسكرياً في اليمن

وعلّقت ايخهورست على التطورات في اليمن، مشددة على ان "المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من الحروب، فشعوب المنطقة تواجه راهنا صراعات جديّة للغاية"، وحثّت على وجوب القيام بكل الجهود الممكنة بغية تفادي الإنزلاق أكثر وعلى نحو أعمق في المواجهة العسكرية". وشدّدت على ان الحل هو بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات".

ندعم خطة دي ميستورا في سوريا

وفي الملف السوري، جدّدت ايخهورست التأكيد على دعم الاتحاد الاوروبي خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ومهمته لإيجاد حل سياسي للأزمة. وقالت: "نحن ندعم العملية السياسية على أساس بيان جنيف في 30 حزيران عام 2012 (جنيف 2)، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".