أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "معادلة العلاقات الدولية تقول إنه عندما تتغير المواقف وتتبدل المسارات وتتضح الخيارات وتنكشف الحقائق، لابد من تعامل جديد وفق استراتيجيات تراعي التغييرات والتبدلات، وإلا فإن الاستمرار في استخدام الوسائل والأساليب القديمة يعني التوقف في المكان وشلل الحركة ومن ثم الخسارة".

ولفتت الى أنه "في مجرى الصراع العربي -الإسرائيلي، شكلت المفاوضات على مدى العشرين عاماً الماضية خياراً وحيداً للعرب والفلسطينيين لعله يأتي لهم بالحد الأدنى من حقوقهم، ولم يبحثوا عن خيار بديل في حال فشل خيارهم الأول، كما تفعل أو فعلت كل دول العالم قديماً وحديثاً في تنويع خياراتها، خصوصاً في القضايا المصيرية، واستبدال الأفضل بالأسوأ عند الضرورة، وفي حال تبين أن الخصم أو الطرف الآخر يتجاوز حدوده ولا يستجيب لأدنى متطلبات الحق والعدالة "، مضيفة: "رغم أن المفاوضات كانت تشكل خدمة لإسرائيل من أجل المضي قدماً في تثبيت احتلالها وتوسيع الاستيطان، إلا أن الجانب الفلسطيني ارتضى لنفسه أن يلعب دور الذي يخدع نفسه".

وشددت على أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اختار الآن وسيلة أخرى بالخروج من استخدام المفاوضات ستاراً لسياسته، إلى المواجهة مباشرة بالكشف عن حقيقة نواياه، وبذلك وضع الجميع أمام حقيقة أنه لا يريد تسوية ولا دولة فلسطينية ولا إنهاء الاحتلال"، مشيرة الى أن "نتانياهو حسنا فعل في رفع الحرج عن الفلسطينيين والعرب، ورمى قفاز التحدي في وجههم، وكذلك في وجه حليفته الاستراتيجية الولايات المتحدة، وأزال المظاهر الكاذبة عن مفاوضات كاذبة"، مشيرة الى أنه "بذلك كشف القناع عن وجهه العنصري الصريح، ووضع "إسرائيل" أمام الحقيقة التي تقول إنها كيان عنصري يقوم على التمييز وهو ما بدأت تدركه أكثر فأكثر قطاعات سياسية ورسمية وشعبية واسعة في الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة".

وتساءلت "الا يفترض أن تبدأ القيادة الفلسطينية ومعها الدول العربية التي تلتئم في اجتماع على مستوى القمة في شرم الشيخ في وضع استراتيجية جديدة للصراع، وترتكز على كشف إسرائيل ككيان عنصري، مماثل لذلك الذي كان قائماً في جنوب إفريقيا، من أجل العمل على عزله ومحاصرته، ما دامت الأرضية مهيأة الآن"، مشددة على أن "سياسات نتانياهو بدأت تفكك سياج الحماية الغربية للكيان الصهيوني، وأخذ العالم يضيق ذرعاً بممارسته"، معتبرة أنها "فرصة للفلسطينيين والعرب أن يبدأوا حرباً دبلوماسية واسعة ضد إسرائيل ككيان "ابارتهايد" يستحق العزلة والهزيمة ".