لفت رئيس الحكومة ​تمام سلام​ الى ان "لبنان وانطلاقا من حرصه على استقرار اليمن، يعلن تأييده اي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن، ونعلن تأييدنا للحلول السياسية بعيدا عن اي تدخل في الشؤون العربية، وذلك حفاظا على شؤون اليمنيين".

وفي كلمة له في جلسة العمل الثالثة للقمة العربية في شرم الشيخ، دعا سلام الى "تحييد لبنان عن اي صراع اقليمي"، لافتا الى ان "ما يحدث في اليمن يدمي القلب، ففي سوريا حرب بلا افق تقضي على ثروات البلاد، وفي العراق مواجهات ضارية مع الارهاب ومصادمات تهدد سلامة المجتمع العراقي، لكن اخطر ما انتجته هذه الاحداث هو ضرب مقومات العيش المشترك داخل البلد الواحد، وتحويل الاختلاف الى متاريس، هذا الواقع الاليم تغذيه مصالح خارجية، وان السبيل لكبح هذا المسار الخطير هو وقف العنف في مناطق الازمات".

واضاف سلام:"لقد ادت حالة عدم الاستقرار التي تعصف في منطقتنا العربية الى تضخم حالة الارهاب الذي يعمل بإسم الاسلام الذي منه براء"، لافتا الى انه "ادت الصراعات السياسية الى نشوء حالة من الفوضى باتت تهدد ليس فقط وحدة اليمن بل باتت تشكل خطرا فعليا على الامن في المنطقة العربية، وهذا الواقع دفع السعودية تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى قيادة تحالف اسلامي وعربي للحؤول دون تفاقم الخطر واعادة الاوضاع في اليمن الى نصابها الطبيعي".

ولفت سلام الى "اننا مدعوون نحن الذين نتشارك الماضي والحاضر والهوية الى اقامة سد دفاعي امني وسياسي في وجه هذه الحالة الشاذة، وهذا يتطلب امكانات حاسمة، ونحن نساند اي خطة تتخذها قمتنا ونؤكد تأييدنا تشكيل قوة عربية لمكافحة الارهاب".

واشار سلام الى ان "لبنان عانى ولا يزال من الارهاب العابر للحدود وقد دفعنا ثمنا بشري ومادي باهظ، ولا بد من ان اتوجه بإسم اللبنانيين بالشكر والعرفان الى السعودية التي قدمت هبة مالية غير مسبوقة لتسليح قواتنا، ولبنان لن ينسى هذه الوقفة الاخوية، وان العامل الاساسي في تمكيننا من التصدي للارهاب هو المجتمع اللبناني، لا مكان في بلادنا لهؤلاء الظلامييين ونحن متشبثون بالعيش المشترك، ونعتبره تجربة مضيئة".

ولفت سلام الى ان "حكومة لبنان التزمت مبدأ النأي بالنفس وسعينا لكي يكون الالتزام كاملا، ونرى ان لا خلاص لازمة سوريا الا بحل سياسي يتوافق عليه السوريون، وان في لبنان اكثر من مليون ونصف المليون سوري، وهذا ما ادى الى تبعات صعبة"، معلنا ان "الحكومة اللبنانية ستتقدم بخطة مفصلة في القمة الثالثة للنازحين السوريين، ونأمل ان تلقى الخطة كل الدعم والاهتمام".

واضاف سلام:"لقد اخفقت كل الجهود الدبلوماسية في حل عادل للقضية الفلسطينية، وقد كشف المجتمع الاسرائيلي عن تجذر العنصرية فيه وهذا ما ظهر في الانتخابات التشريعية الاخيرة، والرد العربي وعلى رغم كل الهموم يجب ان يكون واضحا لاسرائيل والعالم، وان يؤكد ان الشعب الفلسطيني ليس متروكا، وندعو الفلسطينيين لتزخيم المصالحة، ونعلن وقوفنا الى جانب السلطة الفلسطينية وقراراتها"، قائلا:"على رغم كل المآسي المحيطة بنا نقول العيش في الظلام ليس قدر العرب والعجز ليس سمة موروثة فيهم، وسنخرج مما نحن فيه من ضيق بوعينا لذاتنا وبإيماننا بقدرات الامة، ونحن قادرون علينا ان نثبت ذلك لكي نتمكن من النظر بعيون اطفالنا".

وتوجه سلام بتحية تقدير الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يتولى دفة القيادة في ادق المراحل من تاريخ مصر، معتمدا على ارادة الشعب المصري وتصميمه، وكبار العرب الذين حسموا خيارهم بالوقوف الى جانب مصر، لافتا الى انه "بمقدار ما يشرفني الجلوس خلف علم بلادي، يحزنني ان لا اكون بمعية رئيس الجمهورية الذي لا زال موقعه شاغرا بسبب الخلافات السياسية، وقد ادى الفراغ الى ازمة اقتصادية".