رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب ​نضال طعمة​ أن "رفع الشعارات الديمقراطية والتحجج بها للخروج عن الإجماع العربي، ليس سوى لذر الرماد في العيون"، متسائلاً "لماذا هذا الإصرار على إدخال البلد في الأتون المشتعل حولنا؟ السياسة ليست بهذه الطوباوية التي تحدث عنها السيد حسن، وحكما إيران ليست في هذه الحيادية المطلقة التي حاول أن يقنعنا بها، فمن الطبيعي أن تسعى إيران إلى مصالحها وفق رزنامتها وأسلوبها، وجلي أنها لا تمارس ذلك بمعزل عن تشبيك دورها وحضورها في عمق أزمات المنطقة".

وذكر طعمة في تصريح "هنا تساءلت بعمق من يخاطب السيد حسن وما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها؟ هو مرة جديدة يدغدغ عواطف جماعته ويشحذهم، لينأى بهم عن التأثر بمشاعر عروبية قد تفرضها المرحلة المقبلة، فلا الشارع العربي يتقبل منه هذا الهجوم المركز على المملكة العربية السعودية، ولا الطرف الآخر الداخلي في البلد يستسيغ هذه النغمة وخصوصا بعد توصيف الشيخ سعد للموقف السعودي بأنه الموقف الحكيم".

وراى طعمة أن "حكمة الموقف السعودي لا تنبع من قرار إعلان الحرب، إنما مما هو خلف هذا القرار، الحكمة تأتي من التنبه إلى محاولة تغيير قواعد اللعبة، والاقتراب من الحدود العربية، لتحقيق مزيد من الاختراقات فيها. من هنا ولد هذا الإجماع العربي حول السعودية محاولا فرض واقع جديد وخيار عربي، نأمل أن ينجح ليقول لكل الأفرقاء، أن مصالح الدول العربية ليست مجرد ورقة في العاصفة يمكن تجاذبها أو دفعها باتجاه معين. أما حضور لبنان في قلب الإجماع العربي، وحاجة هذا البلد الماسة إلى الاحتماء بهكذا إجماع في مثل هذه الظروف والذي ضرب به عرض الحائط خطاب السيد حسن، فقد التقطه دولة الرئيس تمام سلام من خلال تأييده، في قمة شرم الشيخ، أي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن، مع تأكيده الحرص على عدم تدخل لبنان في شؤون الآخرين، وننظر إلى تشكيل القوة العربية المشتركة، ليس كغاية بحد ذاتها إنما كمدخل لعمل عربي مشترك تكون من نتائجه، في إطار استراتيجية واحدة للرؤى المستقبلية التي يمكن أن تعيد للمشرق وهج حضارته وألق تفوقه".

وشدد على أن "دورنا كلبنانيين مفصلي في هذا المجال، فمن كان رائد الحرف ورسول الكلمة لا يمكنه أن يستسلم في زمن الظلامية ومحاولة تعميق الجهالة، بل عليه أن يتسلح بنور قيمه ويوقن دوما أن ثمة فرصة للتلاقي بإرادة تتجاوز كل المآسي لتبقي الأمل في نفوس أبناء الحياة. ومن هذه الخلفية يستمر الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، رغم كل التباينات، ورغم عدم تكافؤ الفرص، ولكننا نوقن أننا بسلاح الفكر والصدق الحرص على لبنان والأمانة لكل قيمنا الدينية والتراثية والثقافية، قادرون على إيجاد التوازن مع سلاح، بات يحتاج إلى تبرير هوية وبلورة دور، في إطار إجماع وطني جديد، لا يمكن إلا أن يكون في كنف الدولة وفي رعاية الشرعية"، معتبراً أنه "رغم كل الأجواء الملبدة في المنطقة، عيون جيشنا ساهرة، بهمة لا تعرف الكلل، مما يدفعنا دوما إلى تجديد ولائنا ودعمنا لهذا الجيش، والوقوف وراءه لحماية خط الكرامة الأخير. الجيش اللبناني اليوم هو عزتنا ووحده ضمانة بقاء بلدنا".