أكد مفتي الجمهورية ​عبد اللطيف دريان​ في كلمة له خلال رعايته حفل افتتاح مسجد الامير الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي أقامته "الجمعية الاجتماعية" في شحيم ان "افتتاحنا لهذا المسجد في شحيم في قلب الاقليم، سيكون منارة لاشعاع المحبة والنور والهداية واخراج الناس من التوترات التي قد تحدث بين الحين والاخر، وسيكون بيئة حاضنة للتسامح الاسلامي وللاخوة الاسلامية ولوسطية الاسلام واعتداله وتسامحه وانفتاحه على الاخرين والقبول بهم ايضا، لاننا جميعا ينبغي ان نكون في هدي الاوامر الالهية التي تدعونا لان نكون مبلغين لدعوة الاسلام"، مطالباً بالحفاظ على وحدة المسلمين، داعياً من يريد ان يفرق المسلمين الى التنحي جانبا.

وأوضح دريان "أننا رمز الاعتدال، ونحن الذين نحافظ على الوحدة الاسلامية ليس فقط بالشعارات، انما ايضا بالممارسات"، مشيراً الى انه "منذ يومي الاول لاستلامي منصب الافتاء، قلت تعالوا لنتصارح ونتصالح، لقد كان منا في بعض الاحيان والفترات غلو، وكان من الاخرين في فترات كثيرة ايضا غلو، تعالوا نتصارح في ترك الغلو ونكون معا في خطاب معتدل يجمع ولا يفرق ويضع مصلحة المسلمين على اختلاف مذاهبهم فوق اي اعتبار".

ورأى ان "منطقتنا العربية تمر في ظروف صعبة وحرجة ودقيقة، ولا مجال في اطار هذه الظروف ان يستعر الخطاب المذهبي، وعلينا جميعا ان نمنع حدة الخطاب المذهبي المقيت، الذي يؤسس لفتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر لا يستطيع احد في لبنان وفي الوطن العربي وان يتحمل مسؤوليتها"، داعياً الى "الالتئام والتوحد في هذه الظروف الصعبة ونكون بالفعل مسلمين لا بالشعار بل بالفعل والممارسة".

ولفت دريان الى "أننا مع الوحدة العربية ومع التضامن العربي، نحن مع اتفاق العرب بانشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن الامن القومي العربي، نحن مع المحافظة على سيادة الدول العربية، وعلى حل الخلافات في ما بينها بالحكمة والموعظة والوسيلة السلمية، التي يمكن ان تجنب اراقة الدماء، لكننا ايضا مع الحزم ليس عاصفة واحدة العواصف لحماية مقدرات العرب والامن العربي، نحن العرب مددنا ايدينا كثيرا للتصالح والتفاوض والدعوة الى العيش الواحد بين مكونات العيش العربي، في اليمن رفضوا المبادرة السلمية فكان القرار الحازم، ونحن سبق وايدنا هذا القرار الحازم الشجاع الصائب من اجل وحدة اليمن واستقراره وسيادته"، مشيراً الى "أننا نحن في لبنان خيارنا جميعا ان يكون التوافق ليس ضرورة بل هو خيار، نحن مع الحوارات التي تؤدي الى نتائج ايجابية تحفظ بنتائجها استقرار هذا البلد ووحدته وامنه وطمأنينة مواطنيه"، مذكراً بـ"أننا في لبنان بلد منذ اكثر من تسعة اشهر بلا رئيس، لقد عانينا هذه المدة الطويلة غير المقبولة بدون رئيس للجمهورية".

ودعا الجميع الى التوافق لانجاز الاستحقاق الرئاسي صونا للبنان، لأن استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى يهدد أمن لبنان واستقراره والدولة في قيامها في لبنان، مشدداً على ان حوار "تيار المستقبل" و"حزب الله" ممنوع عليه أن يتوقف، مؤكداً "اننا نعول كثيرا على هذا الحوار، ولكن في الوقت عينه ننتظر سريعا من هذا الحوار الكثير من التفاهمات التي تريح لبنان من أزماته، صحيح الى الآن، كانت هناك نتائج ايجابية، لم يعد هناك تشنج مذهبي، ولكن علينا ان نحصن هذا الواقع بمزيد من التقدم في هذا الحوار".