أعرب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ​ناجي غاريوس​ عن اسفه لاصرار عدد من الفرقاء اللبنانيين على ربط مصير الاستحقاقات الداخلية بمصير المستجدات في المنطقة وآخرها على الساحة اليمنية، لافتا الى ان موقف التكتل لطالما كان واضحا لجهة وجوب فك ارتباط الملفات اللبنانية وعلى رأسها الملف الرئاسي بملفات المنطقة والانصراف لانتخاب الرئيس الذي يحق له تبوؤ منصب الرئاسة والقادر على الوصول بالبلد الى بر الأمان.

واشار غاريوس، في حديث لـ"النشرة"، الى أن هناك من يعوّل على نتائج الأحداث المحيطة لاتخاذ القرارات الداخلية، ظنا منه بأنّه بذلك قد ينجح برفع سقوفه وتحسين وضعه، وقال: "للاسف هم قسّموا البلد وشرذموا أهله ويزيدونه تشرذما وانقساما مع كل خضة يشهدها الوطن العربي".

وتساءل غاريوس: "متى يعي العرب أن اميركا واسرائيل يلعبون بهم؟" وأردف: هم يتركون السنة والشيعة يقتلون بعضهم البعض فيما اسرائيل تستمتع بالمشاهدة... فهل اتحد هؤلاء العرب ولو لمرة لمواجهة عدوهم المشترك والمعلن اسرائيل؟"

من يعوّل على ان يملّ العماد عون واهم

واستهجن غاريوس استمرار الفيتو السعودي على اسم رئيس التكتل العماد ميشال عون للرئاسة، بحسب ما قاله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته الأخيرة، لافتا الى ان الموقف السعودي هذا لا يجعلنا نستغرب القرار الذي اتخذته المملكة في اليمن وغيرها من الدول العربية، وشدّد على أنّ "المطلوب من القادة السعوديين أن يخففوا قليلا من أخطائهم حرصا على مستقبل دولتهم وباقي الدول".

واشار غاريوس الى ان العماد عون ولعلمه بالموقف السعودي توجه لدى المعنيين اللبنانيين لمحاولة الخروج من نفق الشغور من خلال الحوار مع رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ وقبله الحوار مع "تيار المستقبل". وقال: "الحريري وجعجع لم يعودا بعيدين عن اعلان السير بالعماد عون رئيسا للجمهورية".

النوايا صافية

ورجّح غاريوس ان ينتهي الحوار مع جعجع الى اتفاق بالموضوع الرئاسي، وقال: "النوايا صافية والدكتور جعجع يعي ذلك تمامًا، وبالتالي نتوقع أن يكون هناك اتفاق خلال العيد أو بعده مباشرة بغضّ النظر عن تطورات الوضع اليمني".

وشدّد غاريوس على أنّه على الجميع أن يعي أن العماد عون ليس مرشح فريق "8 آذار" ولم يكن يومًا كذلك بل هو مرشح كل اللبنانيين. وأضاف: "إذا كان هناك من يعوّل على ان العماد عون سيمل ويعلن تخليه عن حقه لصالح أي شخصية أخرى فهو واهم".

الحكومة ليست دولة لا نستطيع التخلي عنها!

وتطرق غاريوس لملف التعيينات بالأجهزة الأمنية، مشددا على ان موقع التكتل لم ولن يتغيّر لجهة تمسكه برفض التمديد، وشدّد على ان مواجهة الفراغ تكون بالتعيين وليس بالتمديد. وقال: "لمن يتحدث عن عدم امكانية تحقيق توافق داخل الحكومة حول هذه التعيينات، نقول له بتحديد الشخصيات المؤهلة والكفوءة لتسلم المناصب الشاغرة والاطلاع على سيرتها الذاتية، وليتم التصويت بالأكثرية داخل الحكومة".

ونبّه غاريوس الى أن "التمديد سيؤدي الى ضرب معنويات ضباط الجيش وباقي القوى الأمنية"، لافتا الى انّه "واذا كانت هذه الحكومة غير قادرة على اتمام واجباتها فالحري بها التحول لحكومة تصريف اعمال". وقال: "لم يعد من المسموح الاستمرار بحكومة تعتمد على الارتخاء واللامبالاة... الحكومة ليست دولة لا نستطيع التخلي عنها!"