لفتت صحيفة "الوطن" السعودية الى انه "منذ بدأت عملية "عاصفة الحزم" فجر الخميس الماضي، جاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين جميعها لتؤكد أن طهران تشعر بإحباط شديد نتيجة فشل مخططها في اليمن، وتسعى اليوم إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولذلك صارت تتحدث عن حوار وحلول غير عسكرية، وتتسول الدعم الروسي لإيقاف "عاصفة الحزم"، غير أن ذلك لا يتجاوز أنه محاولات يائسة وصراخ على قدر الألم، فإيران تدرك أن العملية لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، ويعود إلى اليمن استقراره بوجود الحكومة الشرعية التي تمثل الشعب وليست العصابات المدعومة من إيران التي كان مسؤولوها يتحدثون عن الانتصارات في اليمن، كما فعل رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام ومستشار المرشد في أكتوبر الماضي وغيره من قيادات طهران. لذلك، لن يفيد إيران سوى إقناع حلفائها الحوثيين برمي السلاح والرضا بعودة الشرعية.

اضافت الصحيفة السعودية "فـ"عاصفة الحزم" حظيت بقبول أممي ودولي، والمملكة والدول التي تحالفت معها لم تتخذ قرارها إلا بعد أن تلاشت كل إمكانات الحل السلمي، بسبب إصرار الحوثيين والعناصر الموالية للنظام السابق على أن يستولوا على اليمن ويحولوه إلى فوضى عارمة ربما تمتد إلى خارج اليمن، وهذا ما لا يقبله أي عاقل يسعى إلى السلام". ولفتت الى ان تصريح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون أن عملية "عاصفة الحزم" تمت بطلب من الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، وأنه ناقش تفاصيلها مع وزير خارجية المملكة سمو الأمير سعود الفيصل مؤكدا أن "تحركات الحوثيين أدت إلى عرقلة الحل السلمي في اليمن"، فهذا يعني أن المنظمة الدولية على اطلاع تام بمجريات الأمور قبل وأثناء العملية، كما أن إبلاغ دول مجلس التعاون رسميا مجلس الأمن ببدء العملية العسكرية يؤكد أنها تقاتل الإرهاب الحوثي تحت غطاء دولي".

وعليه، بحسب الصحيفة، فإن طلب الرئيس الإيراني عبر اتصال هاتفي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ضرورة وقف العمليات العسكرية في اليمن وتشكيل حكومة تضم كل الأطراف"، جاء خوفا على مكاسب طهران في اليمن وليس حرصا على شعبها، وهذا ما يؤكده قول نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن "الجماعة الحوثية تعدّ من نتاجات الثورة الإيرانية"، ولعل الدرس الموجع الذي تلقته طهران في اليمن يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على خطوة مماثلة في أي بلد آخر.