من شرم الشيخ الى الكويت، ينتقل رئيس الحكومة تمام سلام من قمةٍ الى قمة سعياً وراء إبقاء كلمة لبنان مسموعة في المحافل العربية، لكن هل هذا يكفي؟

الإنشغال العربي بات في مكانٍ آخر، ان حرب اليمن فرضت أجندة جديدة ستُعطى الأولوية حتى تبدُّل المعطيات، وعليه فإن لبنان سيكون في الدرجات الدنيا من الاهتمام بعدما تقدَّمت عليه ملفات أخرى.

يتذكّر المخضرمون انه أثناء مؤتمر الطائف كانت الاولوية العربية للبنان: عُقد المؤتمر وتمَّ التوصل الى اتفاق كما تمَّ اقرار ثلاثة مليارات دولار مساعدة له على بدء اعمار ما تهدَّم، لم يكُدْ يمر عام حتى انتقل الاهتمام الى الخليج مع مغامرات الرئيس العراقي صدام حسين، فتوجهت كل الاأنظار الى هناك وكذلك الدعم، فدخل لبنان مجدداً في دائرة النسيان مع ان المراهنات كانت على أن يتمكّن من الافادة من الزخم العربي لمساعدته لكنه اضاع الفرصة.

اليوم، ما هو الوضع؟ وما هو السيناريو؟

الإهتمام في مكانٍ آخر: نقطة الإرتكاز بالنسبة الى الدول العربية هي اليوم اليمن، فحربُ استعادتها بدأت لكن لا يُعرَف متى تنتهي، وهي تنتقل من مرحلة الى مرحلة، ومحطتها اليوم ما زالت في المرحلة الاولى، فالتدخل جاء بموجب ميثاق الدفاع العربي المشترك، وهذا التدخل سيمتد لوقتٍ ليس بقصير، فكيف سيكون الإهتمام بملفات أخرى في هذه الحال؟

لبنان، من القمة الاقتصادية في شرم الشيخ الى القمة العربية في المكان عينه، الى قمة الدول المانحة في الكويت، ما الذي يتغيَّر؟ لديه فراغ في موقع رئاسة الجمهورية فكيف بالامكان ملؤه؟ وهل يكون ذلك من خلال التنقل بين القمم؟

لقد اقترب البلد من ان يكون حالة مستعصية، يقترب الشغور من أن يدخل عامه الأول، وليس في الأُفق ما يشير الى ان إنتخابات الرئاسة واردة في المدى المنظور. ليس هذا فقط، بل ان العالم منشغلٌ بملفات لا مكان للبنان فيها، فهناك الملف النووي الإيراني الذي يسابق الوقت حيث ان محطته الاولى هي في آخر هذا الشهر أي غداً، فيما محطته الثانية بعد ثلاثة أشهر أي في حزيران، فهل سيكون لبنان على قارعة الإنتظار الى حين الإنتهاء من هذا الملف سلباً أم ايجاباً؟

حين كان الملف النووي هو الوحيد الذي بسببه تُعلق الرئاسة اللبنانية، كان اللبنانيون ينتظرون انجاز هذا الملف، فكيف حين يتعلق الامر بإضافة ملف اليمن؟

بالنسبة الى ملف إنتخابات الرئاسة:

لا الظروف الداخلية مهيأة.

لا الظروف العربية ملائمة.

لا الظروف الدولية مهتمة.

إذا البلد في مواجهة ثلاث لاءات غير مطابقة لإجراء الإنتخابات الرئاسية.