أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​نواف الموسوي​ "الاستعداد التام للمضي في حوار يشكّل حاجة للبنانيين جميعاً بالقدر نفسه وليس لفريق محدد، لأن من شأن الحوار أن يضيق مساحات الخلاف وأن يفتح إمكان التوصل إلى تفاهمات، فنحن لطالما كان نهجنا على المستوى الوطني نهج من يسعى إلى الحوار والتفاهم والتوافق، لأننا كنا ولا نزال نعتقد بأن مهمتنا الوطنية والشرعية والدينية والعقلية والعرفية، هي حماية بلدنا وأمتنا وأهلنا وشعبنا، وأن ذلك لا يكون إلا بتوجيه البندقية نحو العدو الحقيقي الذي يتربص بنا جميعاً وهو العدو الصهيوني وأداته المعاصرة وهي العدو التكفيري الذي يشبه العدو الصهيوني في منطلقاته وغاياته وأساليبه". كما أكد "مواجهة التحريض الطائفي بالإصرار على الحوار ومواجهة الافتراء بتبيان الحقائق على طاولة الحوار وحيث يلزم، ونحن نعتقد بأن واجب الحوار يجب أن يضطلع به اللبنانيون جميعاً، وهناك حوارات كانت قائمة، ونحن نشجعها على الاستمرار والوصول إلى توافقات، ولا سيما الحوار الجاري بين قوى سياسية وتحديداً المسيحية، ونحن نعتقد بأن جميع الجماعات اللبنانية مهددة وفي طليعتها المسيحيون لا في لبنان فحسب، وإنما في الشرق أجمع، حيث في كل مكان اعتُمدت سياسة أميركية أو سياسة التكفير، تهجر المسيحيون بسبب ذلك، ومن هنا نحث القوى السياسية على إيجاد التفاهم الذي يفتح الطريق أمام انتخاب رئيس قوي يعبر عن الأكثرية المسيحية، وعن الإرادة المسيحية الحقة بحيث يكون في ذلك رسالة للمسيحيين في العالم وفي الشرق بأن عليهم أن يبقوا هنا لنواصل معاً صوغ تجربة فريدة من العيش الواحد بين أتباع الديانات المختلفة في مواجهة الصيغة الصهيونية القائمة على أحادية الدين، وفي مواجهة الصيغة التكفيرية القائمة أيضاً على أحادية التنظيم وإعدام ما عداها".

وخلال احتفال تأبيني في بلدة حداثا الجنوبية أضاف "منذ انتصار المقاومة ونحن على إدراك تام بأن الهدف بعد العام 2000 هو كيفية تقويض المقاومة، وقد جربوا ذلك عن طريق الإغراءات المالية والاقتصادية والسياسية، وعندما فشلوا ذهبوا إلى قرارات دولية ومؤامرات الهدف منها هو تطويق المقاومة وحصارها والقضاء عليها، ولقد واجهنا المؤامرات وأثبتنا القدرة على الانتصار ضدها، واليوم نقف لنواجه المكائد الجديدة، من بينها مكيدة الانقسام السياسي الذي يحاول التحريض الطائفي تغيير هويته وذلك عبر إبداء الاستعداد للحوار"، محذراً من "الانجرار تحت أي ظرف من الظروف إلى انقسام مفتعل ومختلق تعمد وسائل إعلام مدفوعة الأجر إلى فرضه على الواقع، وهو الانقسام الطائفي والمذهبي"، مشدداً على أن "الصراع الذي يدور في هذا الموقع أو ذاك ليس إلا صراعاً بين المستضعفين من جهة وبين الطغاة والمستكبرين وسلاطين الجور من جهة أخرى، وهو لا يدور بين طائفتين أو دينين أو مذهبين، وإنما بين أصحاب حق في تقرير مصيرهم لأنفسهم واستعادة حرية قرارهم، وبين طغاة مستكبرين لا يرون في الأرض إلا جغرافيا سياسية يعملون على تكييفها بحيث تحفظ مصالحهم النفطية والاستراتيجية، فالشعوب ليست كميات تقاس، ولا الأوطان كانت جغرافيا سياسية، إنما هي تعبير عن إرادة الشعب الحر في أن يكون له قراره المستقل"".

ولفت إلى أن "الصراع في فلسطين هو بين حق وباطل كما في كل بلد، ومسؤوليتنا هي أن نقف إلى جانب الحق، ولذلك فإن أي تسمية طائفية أو مذهبية تعطى، إنما يفرضها المستكبر بهدف شلّ قدرة الشعوب على التفكير بحرية واختيار قراراتها بصواب لا بتعصب، ويجب أن لا نقع في هذا الشرك الذي نُصب للشعوب الحرة والمستضعفة التي إذا قامت لاستعادة حقوقها، عمل الطغاة على تكسير نهضتها من خلال تصديع صفوفها وتقسيمها، تارة تحت عنوان القومية وتارة تحت عنوان الطائفية وما إلى ذلك من عناوين"، مضيفاً "يجب أن نحافظ على وعينا لأننا نخوض معركة الاستضعاف في مواجهة المستكبرين، وهذه هي طبيعة المعركة في سوريا التي فرضتها قوى مستكبرة حشدت من كل جهات الأرض تكفيريين قتلة ومجرمين من أجل القضاء على الدولة السورية المقاومة، من أجل جعل سوريا بلداً مفتوحاً على انقسامات جغرافية سياسية تؤول في النتيجة إلى الاستسلام أمام العدو الصهيوني".

وأشار إلى أن "إضعاف مؤسسات الدولة السورية يصب في خدمة الاتجاهات التكفيرية المتطرفة، وبالأمس أطل أحدهم في مدينة إدلب ممن يحلو للبعض زوراً أن يطلق عليه أو على هذه المجموعة إسم الثوار، ليتحدث عن انتصار مجموعته، ومن تحدث هو الذي شقّ صدر الجندي السوري وكدش قلبه، فهل هذا هو المصير الذي ينتظره من يسمون أصدقاء سوريا أو أصدقاء ما يسمى الثورة السورية، أن تنتصر المجموعات التي تقطع الأجساد وتنهش القلوب والاكباد، هل هذا هو الانتصار على الرئيس السوري بشار الأسد؟ عبر الإتيان بتكفيريين يهدمون ويدّمرون ويذبحون ويستبيحون ويسبون، هل هذا هو المطلوب؟ من هنا يأتي تمسكنا ببقاء الدولة السورية قوية بمؤسساتها جميعها حتى لا تخلو الأرض ويفسح المجال أمام مجانين تكفيريين هم سوءة هذا الزمان وعار الإنسانية متجسداً".