لفت وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ​محمد فنيش​ خلال رعايته احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لكبار السن في عائلات مدينة صور وفاءً للعطاء الإنساني الذي يبذلونه وذلك في قاعة ثانوية صور الرسمية المختلطة الى أن "هذا الجيل من الآباء والأمهات يختزل في سيرته كل حكايات الوطن منذ أن كان وطننا عرضة للعدوان، وكانت أرضه وسماءه وأمنه مستباحاً، وكان مسرحا لحروب يبغي من ورائها الذين أعلنوها تحطيم إرادة الإنسان، ومنذ أن كان وطننا يعيش صيرورة تاريخية لأمة واجهت الغزاة والمستعمرين، فهذا الجيل من الآباء وقف بإباء وصمود وشموخ، وأحياناً عاش القهر والمرارة والإنكسار، ولكنه بقي في نفسه يعيش العنفوان والشموخ، ولم تنكسر إرادته، ولم تهن كرامته، ولم تلن عزيمته، بل حوّل كل هذه التحديات والمرارات إلى تجربة وعصارة عمر، واستفاد منها كي يربي الأبناء على ثقافة فيها من التسامح والحب للآخر، كما فيها من العنفوان والإستعداد للعطاء وبذل الأنفس دفاعاً عن الحق وصوناً للحرية والكرامة".

واوضح فنيش أن "في مسيرة طويلة مرت في تاريخ هذا الوطن كنّا نفتقد للأمن ونعيش الخوف ولم نشعر بالطمأنينة لا في بيوتنا ولا في قرانا، وكنّا نجد في عيون آبائنا كل ألوان الغضب والشعور بالقهر، ولكن كنّا نتعلم منهم كيف نصبر على الإبتلاء، ونواجه التحدي ونقتدي بسيرة أئمتنا التي هي سيرة الرسالة والنبي، وسيرة علي (ع) في عدالته وانحيازه الدائم للحق دون مساومة وتهاون وتراجع، ونقتضي بالحسين(ع) رافضاً لبيعة الحاكم الظالم الجائر حيث قال "فمثلي لا يبايع مثله"، ولا نرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما".

وأشار الوزير فنيش إلى أن "ما تحقق هنا في لبنان من انتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي ليس أمراً بسيطاً، بل هو بداية تحوّل في مستقبل لبنان الذي بات يعيش أبناؤه حالاً من الطمأنينة والثقة بقدرة المقاومة بعد طول اختبار، وبعدما أثبتت المقاومة وقادتها وقائدها صدقية في إدراة الصراع، وفهم معادلاته والإعداد والإستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر، فبات العدو الإسرائيلي يشعر بمعادلة الردع، وبات يضيق بقدرة المقاومة على محاصرة دوره، بل بات يشعر ويستشعر مع الذين دعموه بخطورة انتشار هذا النهج".

واكد أن "ما يشهده عالمنا العربي والإسلامي اليوم بعدما تكشفت الحقائق كنّا نستبشر به خيراً منذ البداية، لأنه تعبير عن صحوة شعوب، بل عن صحوة أمة وعن يقظتها، وتعبير عن اقتداء بنهج أرسته المقاومة ببطولات مقاوميها ودماء شهدائها، وهو نهج كسر حواجز الخوف والثقة بالذات والعودة إلى الأصالة والهوية، وامتلاك الإرادة والإلتزام بمشروع ونهج، وفهم الحياة على أساس رؤية واضحة لأناس يعيشون الحياة عيش الكرامة والحرية والعزة".