كشفت الصحافة «الإسرائيلية» وقائع لقاء رئيس الاستخبارات «الإسرائيلية»، الموساد، تامير باردو، ورئيس الاستخبارات العسكرية السعودية خالد الحميدان في الرياض في كانون الأول الماضي، وقالت إن الهدف من الزيارة كان مناقشة الاحتمالات المترتبة على توقيع الاتفاق النووي بين الدول الغربية وعلى رأسها أميركا مع إيران، وكيفية تلافي الأخطار الناجمة عن هذا الاتفاق وماهية الخطوات الاستباقية الواجب التعاون لاتخاذها للحؤول دون وقوع النتائج الأشد خطراً، على مفهوم الأمن القومي لكل من تل أبيب والرياض، الحليفين الأبرز لواشنطن في المنطقة.

- قبل وأثناء الحرب السعودية على اليمن امتلأت الصحافة «الإسرائيلية» بالمقالات والدراسات التي تنبه من مخاطر تفوق وتقدم الحوثيين في اليمن، وتلاقي أليكس فيشمان ورون بن شاي أبرز المحللين السياسيين والعسكريين «الإسرائيليين» على أن سيطرة الحوثيين على اليمن تبدو آتية لا ريب فيها، وأن أميركا ودول الغرب يستسلمون تحت شعار أن زمن التدخلات العسكرية قد انتهى بالنسبة إليهم، وأن التفاوض سيحل ما لا تستطيع التدخلات العسكرية المحفوفة بالمخاطر حله.

- كتب أليكس فيشمان وروي بن شاي فكرة تبدو أقرب للمعلومة، مفادها أن إمساك الحوثيين بباب المندب يعني إقفال الملاحة البحرية على «إسرائيل» من جهة، وتأمين طريق إستراتيجي لوصول السلاح إلى فلسطين من جهة أخرى، وأن وصول الحوثيين إلى ميناء الحديدة يعني تهديداً صاروخياً لـ«إسرائيل»، يكمل الطوق الذي ينشئه حزب الله على «إسرائيل» من الشمال بحلقة جنوبية مع وجود حلقة شرقية تمتد من سورية إلى العراق فإيران.

- بعد أيام من الحرب خرج وزير خارجية الرئيس اليمني المستقيل منصور هادي يعلن من شرم الشيخ أن على «إسرائيل» ألا تقلق، فالصواريخ التي كان يمكن أن تهدد أمنها من اليمن وخصوصاً من الحديدة قد دمرت، وتم قطع الطريق على وصول غيرها.

- «إسرائيل» قلقة من مرحلة مقبلة، تعلم أن شبكة للمقاومة تقوم على قوة الدرع والإمداد نحو فلسطين ستكون بانتظارها، لحرب من نوع جديد، وتعرف «إسرائيل» من هو خصمها، وتقول إن إشعاع حزب الله يتسع في المنطقة بتنامي قوى تؤمن بقيادة السيد حسن نصرالله، وتضع جهدها وجغرافيتها تحت قيادته لبناء منظومة ردع لـ«إسرائيل» وإمداد لفلسطين.

- ليس مهماً ما يقوله السعوديون عن أسباب حربهم، فلا خطر الفرس قابل للتصديق، ولا خطر الشيعة، وقد حالف السعوديون الفارسي والشيعي شاه إيران وحموا حليفه الشيعي اليمني الإمام يحي بوجه السني اليمني العربي عبدالله السلال، المدعوم من العربي فوق العادة المنتمي أيضاً لسنة المسلمين جمال عبد الناصر، لكن الشاه الفارسي كان مع «إسرائيل» وعبد الناصر العربي كان ضدها، وانقلبت المقاييس يوم صار الفارسي اليوم ضد «إسرائيل» ومعه شيعي يمني ضد «إسرائيل».

- «إسرائيل» والسعودية، مفهوم واحد للأمن القومي، إعلان الحرب على كل من يعلن الموت لأميركا والموت لـ«إسرائيل»، لأنه يخبئ في مكان ما صاروخاً سيسقط يوماً ما على ديمونا أو حيفا أو ما بعد حيفا أو ما بعد بعد حيفا.

- المواجهة تدور فعلياً بين منظومة الردع والإمداد من جهة وعلى رأسها حزب الله، ومنظومة أمن «إسرائيل» مهما تغيرت الشعارات والاصطفافات، وهذا وحده يفسر الهجمة التي تناولت كلام السيد نصرالله، ومن مواقع كان يسمح لها بالصمت في ما مضى، أو يجري التسامح معها، حتى أمرت لأن الأمر اقتضى.