استبعد وزير الاعلام ​رمزي جريج​ أن "يؤدي اعتراض وزيري "حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء غدا، على موقف رئيس الحكومة ​تمام سلام​ في القمة العربية الى أجواء صدامية".

وأضاف: "أعتقد أن وجهة نظر "حزب الله" خاطئة مئة في المئة، لأن المادة 64 من الدستور اللبناني تنص صراحة على أن رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة، يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولا عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء وضع هذه السياسة العامة في بيانه الوزاري الذي نال ثقة المجلس النيابي على اساسه. وتقول الفقرة السادسة من المادة ذاتها: "لا يطرح رئيس مجلس الوزراء سياسة الحكومة العامة امام مجلس النواب في البيان الحكومي الذي نالت الحكومة الثقة على اساسه"، في اشارة واضحة الى التزام لبنان القرارات الدولية ومقررات هيئة الحوار الوطني المنعقدة في المجلس النيابي وفي هيئة الحوار المنعقدة في بعبدا وما يسمى اعلان بعبدا. وورد في اعلان بعبدا البند 12 ان لبنان يلتزم الاجماع العربي، وكان في مؤتمر القمة اجماع عربي، فهل يريد وزيرا حزب الله ان يخرج لبنان عن الاجماع العربي؟".

ورأى جريج في حديث تلفزيوني ان "كلمة سلام كانت موزونة ودقيقة وحازت تقرير كل الدول الممثلة في القمة العربية، وهناك اجماع عربي، والبيان الحكومي المعطوف على اعلان بعبدا يقول: ان لبنان يجب ان يحيد عن النزاعات الاقليمية، بمعنى ان سياسة النأي بالنفس تنطبق على الوضع القائم في سوريا. وقد التزم لبنان الاجماع العربي، وفي الوقت نفسه المطالبة بتحييد لبنان عن المحاور العربية، وعندما يجمع العرب على شيء فإن لبنان يؤيد هذا الاجماع، وعندما يختلف العرب على أمور معينة، يبقى لبنان محايدا ازاء الصراعات العربية".

ولفت جريج الى "وجود اجماع من المجتمع الدولي ومن الدول العربية التي كانت حاضرة القمة، على ان لبنان نأى بنفسه عما يجري في سوريا حيث يوجد اجماع على ان الرئيس الاسد فقد الشرعية، أما الرئيس اليمني فلم يفقد شرعيته، والرئيس سلام طلب النأي بالنفس عن الصراع الدائر في سوريا"، معتبراً أن "كلمة سلام كانت كلمة "جوهرجي"، أي كلمة دقيقة وموزونة، وقد نالت اعجاب كل الحاضرين".

وذكر بأن "وزراء "حزب الله" اعترضوا على ابعاد 70 لبنانيا من دول الخليج العربي، فلو كنا وقفنا ضد هذا الاجماع العربي، نسأل ماذا سيكون مصير آلاف اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج؟".

وأكد جريج أن "كلام الرئيس سلام لا يخرق النأي بالنفس، وبناء على اقتراح الرئيس المصري الذي ترأس وقاد اجتماع القمة العربية بمهارة وبحكمة وشجاعة، فقد تم الأخذ باقتراح إنشاء قوة عربية، ولكن لكي ترى هذه القوة العربية المشتركة النور ينبغي وضع نظام لها، ويجب التشديد على أن المشاركة في هذه القوة اختيارية، وأعتقد انه لن يطلب الى لبنان المشاركة فيما هو يسعى الى رد الهجمات الارهابية والتكفيرية على حدوده، نتيجة للتورط في الحرب السورية".