رأت مصادر سياسية في قوى الثامن من آذار في حديث لـ"الديار" أنّ "الموقف الذي خرج عن حزب الله على لسان وزير الصناعة ​حسين الحاج حسن​، والذي أكد فيه أنّ رئيس الحكومة تمام سلام لم يعبّر عن موقف لبنان الرسمي، هو الحدّ الأدنى المطلوب، خصوصًا أنّ الحزب كان واضحًا وحازمًا منذ البداية في رفض عملية عاصفة الحزم واعتبارها مغامرة غير محسوبة، وبالتالي فهو يعتبر الوقوف إلى جانب المعتدين مغامرة أقلّ حكمة ودراية من الأولى، فضلاً عن كونه يعتبر ما يحصل في المنطقة اليوم معركة وجودية ومصيرية بكلّ ما للكلمة من معنى"، مستبعدة الوصول لحدّ تفجير الحكومة، خصوصًا أنّ الحزب أثبت في مختلف المحطات أنه يملك من الوعي والحكمة ما يكفي لتغليب مصلحة الوطن على ما عداها، بعكس أفرقاء آخرين ينجرّون وراء عواطفهم دون أن يسألوا عن العواقب.

وأشارت إلى انه "تسجيل موقف لا أكثر ولا أقلّ وهو حقٌ لأيّ فريقٍ مشاركٍ في الحكومة، انسجامًا مع كلّ الأصول والأعراف الديمقراطية المتعارَف عليها"، مرجحة حصول "نقاش وجدال" قد يحملان بعض السخونة في جلسة مجلس الوزراء، مستبعدة ما يُحكى عن أنّ رئيس الحكومة سيرفع جلسة مجلس الوزراء إذا سمع أيّ كلمةٍ معترضة، واضعة هذا الكلام في سياق التهويل الذي لا أساس له من الصحة. وأكدت المصادر أنّ سلام لا يمكن أن يفعل ذلك، خصوصًا أنّه أثبت أنه رجل دولة بامتياز، وهو يتسم بالصبر وطول الأناة، وبالتالي فهو يتقبّل النقد ويناقش بكلّ رحابة صدر، وهو لكلّ ذلك يحصل على كلّ الاحترام والتقدير من جانب حزب الله وسائر مكوّنات الثامن من آذار، والمعركة ليست موجّهة صوبه بأيّ شكل من الأشكال، ولكنّها قضية مبدأ أولاً وأخيرًا.