أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى انه "جاء حديث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمام مجلس الشورى أمس، واضحا ومباشرا فيما يتعلق بعملية عاصفة الحزم. فالعبث والفوضى والانقسام التي أحدثتها ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح، وبدعم من إيران، والانقلاب على السلطة الشرعية اليمنية، كانت ستجر اليمن إلى فوضى حرب أهلية، يتحول على إثرها جارنا الجنوبي إلى أكبر بركة دماء، وإيران تسعى إلى ذلك دون شك".

ولفتت إلى ان "طهران تجيد التحرك في الوحل السياسي الطائفي، مثلما حدث في العراق ولبنان ومثلما يحدث في سوريا. طهران تجيد هذه اللعبة جيدا، تفكيك الأوطان العربية عبر النزاعات الإثنية المذهبية التي تعد تمهيدا ضروريا للوجود ومن ثم التمدد الفارسي، وإلا كيف يمكن لإيران أن تتسلل إلى العراق أو لبنان لو لم تحدث تلك الفوضى والانقسامات السياسية الطائفية؟".

وأضافت "هي أرادت أن تكرر التجربة ذاتها. أرادت أن يتحول اليمن إلى بؤرة صراع جديدة عبر تقديم كل أنواع الدعم المالي واللوجستي لذراعها الحوثي. ولو افترضنا نجاح السيطرة الفارسية في اليمن، فإن طهران كانت ستمتلك بابين: أحدهما باب المندب، بكل ثقله الجغرافي وتأثيره الاقتصادي والسياسي، أما الباب الاستراتيجي الآخر فلا يقل أهمية عن هذا المضيق، باب جيوسياسي يتمثل في شريطنا الحدودي مع اليمن، باب ربما يفتح الفوضى في ظهر المملكة ودول الخليج وفي أي وقت. لذلك بادرت المملكة ودول التحالف إلى شن عاصفة الحزم".

وشددت على اننا "لسنا دعاة حرب كما أكد وزير الخارجية، لكن الظروف استدعت هذا التحرك العسكري. فالسعودية أول من أمس أكدت أن أبوابها مفتوحة أمام كافة الأطراف السياسية اليمنية الراغبة في استقرار اليمن. لذلك فاليمنيون مستبشرون بهذه العاصفة، والحوثيون مستمرون في غيهم، وستمضي هذه العمليات العسكرية حتى يحسم الأمر".

ولفتت إلى ان "دول الخليج في الأعوام الماضية وضعت مبادرتها لحل الأزمة اليمنية. الحوثيون وعلي صالح أول من خرج على هذه المبادرة، ولأعوام عدة تحول اليمن إلى ساحة ميليشيات مسلحة، من "الحوثي" و"القاعدة" وغيرهم، التوازنات القبلية اليمنية لم تسمح بحرب أهلية كانت على وشك الحدوث، لكن سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية والانقلاب على الرئيس هادي، ومحاولة السيطرة على عدن وبالتالي تسليم مفاتيح البلاد إلى طهران، ثم دعوة أشقائنا في اليمن للتدخل، كل ذلك جعل الحرب حلا أخيرا ووحيدا، لا تسمح مصالحنا وأمننا الوطني إلا بخوضها، حتى تحقق أهدافها".