رأى "الحزب السوري القومي الإجتماعي" أنّ "مقرّرات ونتائج القمة العربية في شرم الشيخ لم تبدّد حالة العجز الرسمي العربي تجاه القضايا القومية والعربية السياسية والأمنية والتنموية، بل كرّست هذا العجز بالنأي التامّ عن تحمّل المسؤوليات في مواجهة الأخطار والتحدّيات التي تواجه العالم العربي وشعوبه".

وأكد الحزب أنّ "موجبات حماية الأمن القومي والعربي تستوجب توفير بيئة عربية متوحّدة على الأولويات الأساسية، وفي مقدّم هذه الأولويات فلسطين التي تنوء منذ عقود تحت وطأة احتلال "إسرائيلي" عنصري غاشم يقتل الفلسطينيين ويشرّدهم ويوغل في تهويد الأرض وبناء المستوطنات".

واعتبر الحزب أنّ "غياب فلسطين عن سلّم أولويات المنظومة العربية الرسمية بكلّ مؤسساتها، يشكل سبباً رئيساً لهشاشة المواقف وعقم النتائج التي تتمخض عن أيّ اجتماع عربي، إنْ على مستوى القمم أو على مستوى اجتماعات الجامعة العربية التي ساهمت خلال السنوات الماضية في خلق بيئة عربية منقسمة ومتضادّة، مما ساهم في إضعاف الموقف العربي وتهميشه، وتعزيز المخاطر الإرهابية المهدّدة للعالم العربي قاطبة".

ودعا الحزب إلى "تصويب البوصلة باتجاه الأولويات الأساسية، ومغادرة الاصطفافات الانقسامية إلى اصطفاف جامع يضطلع بمسؤوليات الدفاع عن القضايا القومية والعربية ويحقق طموحات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والتنمية، ويصون الأمن القومي والعربي، وإلى ترتيب البيت العربي من خلال استعادة كلّ مكوّناته، فسوريا تشكل مكوّناً رئيساً وأساسياً للمنظومة العربية الجامعة، ومن دون سوريا موقعاً ودوراً وحضوراً، لا تستطيع المنظومة العربية أن تؤدّي دوراً فاعلاً وموحداً، لا بل تزيد الواقع العربي تشرذماً وتفتيتاً".

كما دعا إلى "إقلاع بعض الدول العربية عن احتضان المجموعات الإرهابية المتطرفة التي استخدمت في مشروع الحرب على سوريا والعراق وغير بلد عربي، ووقف كلّ أشكال الدعم المالي والتسليحي عن هذه المجموعات التي ترتكب المجازر والفظائع، وباتت في جنوب سوريا على تحالف وتفاهم مع العدو الصهيوني الذي يحتلّ فلسطين والجولان وأجزاء من لبنان، وإلى وقف كلّ أشكال التدخل العسكري في اليمن، فهو تدخل غير مبرّر، يخلف مجازر بحق أبناء اليمن ودماراً واسعاً، بما يفاقم من أوضاع هذا البلد العربي المثقل بالفقر أصلاً، وبالتالي فإنّ استمرار الغارات والقصف على مدن اليمن لن يحقق مصلحة عربية، بل يحقق مصالح المشاريع الغربية والصهيونية في إنهاك البلدان العربية وتدمير قواها".

وإذ دعا الحزب الى وقف التدخل فوراً، شدّد على "ضرورة أن تساهم الدول العربية في دعم الحوار الداخلي بين المكوّنات اليمنية، على قاعدة الحرص على وحدة اليمن، وحق الشعب اليمني في تحديد مستقبله وتقرير مصيره".

كما شدّد الحزب على "ضرورة أن تتشكل قناعة راسخة لدى الدول العربية كافة، بضرورة محاربة الإرهاب والتطرف، ودعم الحلّ السياسي والسلمي بين المكوّنات المدنية والديمقراطية في مختلف البلدان العربية"، داعياً إلى "إعادة الاعتبار إلى المسألة الفلسطينية بوصفها قضية العرب المركزية، وتوحّد الموقف والجهد في التصدّي لمخطط تصفية المسألة الفلسطينة، وتوفير كلّ الدعم على مختلف المستويات لتمكين المقاومة الفلسطينية من تحقيق أهدافها في التحرير والعودة".

وأكد على ضرورة "عدم الخلط بين العدو الصديق، وهذا يحتم إطلاق حوار مع الدول الصديقة، بما يؤدّي إلى علاقات بين الدول تحقق مصالحها المشتركة ومصالح شعوبها"، داعياً إلى "مراجعة عربية مسؤولة تسهم في استنهاض الوضع العربي وتطلق مبادرات سياسية لاحتواء التطورات الخطيرة التي تهدّد مصالح الشعوب العربية وتبدّد اقتصادياتها وثرواتها وقدراتها في حروب عبثية مدمّرة تخدم فقط مصالح العدو الصهيوني والدول الاستعمارية".