اشار مرجع دبلوماسي الى ان "التقدم الذي تحقق لصالح الجماعات المسلحة في ادلب بتمهيد واسناد تركي وفي الجنوب بمساعدة الاردنيين ما افضى الى سقوط بصرى الشام ولاحقا بعد نصيب الحدودي بغية ربط درعا بالغوطة الشرقية وتحديدا داريا وعدرا العمالية والسعي لاسقاط حماه في الوسط بالمؤثرات والدعم عينه لربط الشمال بالوسط واقامة مربع سني عريض يحفز درعا والغوطتين الى مزيد من الحراك الميداني، اضافة للجرعة الزائدة من النشوة التي اعطتها الهجمة السعودية وما سمي بالتحالف العربي وهو بالطبع تكتل مذهبي ضد اليمن".

واكد المرجع الدبلوماسي ان "ما قبل فوز الدبلوماسية الايرانية في المسا التفاوضي مع الغرب بطبيعة الحال يخالف ما بعده حيث تكرست الندية التي في جوهرها اقرار بالوزن الاستراتيجي الزائد لايران وتعبيرات ذلك بالجلوس معها على طاولة واحدة في حين جاءت فشة خلق السعودية بالشعب اليمني ليست لتحسين شروط التفاوض مع ايران بقدر ما هي تنفيسة للغضب السعودي الرافض بالاساس لاجراء اي حوا مع ايران الا بلغة الحديد والنار والحصار ولان الدبلوماسية الايرانية والسياسة الايرانية عامة تقوم على فلسفة "حياكة السجادة" بمعنى الصبر الذي يعجز منه الصبر ويصيب الخصم بالاعياء السياسي والسأم الذي يدفع للتنازل وبحماقة تحت وطأة التسرع والغضب الجالب للعطب في مجريات اي واقعة ذات صلة باغراض استراتيجية لذا فاوراق ايران حسب المرجع نفسه قوية وصلبة واي قبة "باط ايرانية" ستعكر مزاج العديد من دول الخليج وفي مقدمها السعودية المثقلة كغيرها بالهاجس المذهبي المقرون بالتمييز الواضح والفاضح بين المواطنين والذي قد يستلهم الربيع العربي في اي لحظة".

ورأى المرجع ان "انعكاسات كبيرة جراء الاتفاق المبدئي في شأن النووي الايراني على الاوضاع المنطقة برمتها وخاصة في الميدان السوري المتصل بالوضع اللبناني خاصة في السلسلة الشرقية لا سيما ​عرسال​ التي باتت قاب قوسين من احداث دراماتيكية ستقلب كل المقاييس"، مشيرا الى ان "دخول ​الزبداني​ بات وشيكا بعد سيطرة الجيش العربي السوري على التلال الغربية كتمهيد لدرء الخطر عن العاصمة السورية دمشق من جهة الغرب وهذا يعني ان منطقة القلمون تغدو بحكم الساقطة عسكرياً وتقفل كل شرايين الإمداد العسكري واللوجستي بين عنجر اللبنانية والزبداني السورية وتتأمن الحماية الوافية لطريق بيروت - دمشق ما سيلحق ضرراً بالغاً بالحراك المسلح في جبال عرسال حيث ستفقد البلدة دورها ووظيفتها الاستراتيجية التي وبعد شبه السيطرة عليها من قبل المسلحين وعجز الاهالي عن مواجهة الاعداد الكبيرة من المسلحين كان ولا زال غطاء اقليميا يبدأ بالخليج وينتهي بتركيا من شأنه حماية البؤر المسلحة في الجبال واستنزاف الجيش السوري في المقلب الآخر واستنزاف الجيش اللبناني والمقاومة في المقلب اللبناني واعطاء اي تحرك رسمي بعداً مذهبياً يحول دون تنفيذ الأوامر والدفاع عن كرامة الجيش وسيادة البلد".

واكد المرجع الديبلوماسي العربي ان "عرسال مخطوفة من مئات لا بل آلاف المسلحين وعائلات المقاتلين في الجرود متواجدون في مخيمات عرسال فاذا حسم الجيش السوري معركتي الزبداني والقلمون عندها سيصبح وضع عرسال شبيه بوضع طرابلس بعد سقوط القصير وقلعة الحصن وتل كلخ اي تصبح عرسال من دون وظيفة استراتيجية اي يسقط عنها الغطاء الاقليمي لتعطل دورها وبمعنى أدق دور المسلحين الذين يسيطرون على مقدراتها، واكد ان الايام القادمة حاسمة وان الجيش اللبناني بأعلى جهوزية قتالية لملاقاة الجيش السوري الذي سيحسم في الجهة الشرقية وسيتعامل مع الفارين او المهاجمين بكل صرامة وقوة وحزم وتنتهي لعبة الكر والفر في الجرود العرسالية التي كانت عبئاً كبيراً على اللبنانيين وجيشهم وقواهم الأمنية التي دفعت الثمن غالياً من خيرة الشباب في بازار الاستخدام تارة للنيل من سوريا وطوراً للنيل من لبنان".