اكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انه "من واجبنا الانساني والاخلاقي والديني أن نتخذ موقف الرفض للعدوان السعودي-الاميركي على اليمن، وكل أبناء الامة عليهم أن يتخذوا الموقف المناسب، ونحن لن يمنعنا شيء لا تهويل ولا تهديد من أن نواصل إعلاننا لموقف التنديد لهذا العدوان على اليمن".

وفي كلمة له خلال مهرجان تضامني مع اليمن، لفت السيد نصرالله الى "اننا في هذا اللقاء هدفنا أن نعلن رفضنا وتنديدنا واستنكارنا للعدوان السعودي- الاميركي على اليمن، وأن نعلن تضامننا وتعاطفنا مع الشعب المظلوم"، مشيرا الى ان "هذا الموقف منذ اليوم الأول أعلناه، وليوم القيامة والحساب وليس للتاريخ، ونحن قوم مسؤولون أمام الله، وسنحاسب على هذا الموقف خصوصا في المرحلة الخطيرة التي تطال الأمة جمعاء".

واضاف السيد نصرالله:"تحدثت عن الحجج الواهية لتبرير الحرب السعودية على اليمن، فتم التكلم عن التهديد اليمني المفترض للسعودية، ومواجهة الهيمنة الايرانية، وفي خطابي السابق قلت بحق أن الهدف الحقيقي لهذه الحرب هو اعادة الوصاية السعودية الاميركية على اليمن، بعد أن استعاد الشعب اليمني سيادته. وخلال هذه الاسابيع طرحت في كلمات المسؤولين والسياسيين مجموعة شعارات ومنها: قالوا هذه حرب العرب والعروبة، الدفاع عن عروبة اليمن"، متسائلا:"هل فوضت الشعوب العربية النظام السعودي بالحرب على اليمن؟".

وسأل السيد نصرالله:"أنظروا الى لهجتهم ولغتهم وبلاغتهم وفصاحتهم وشهامتهم وشجاعتهم ونخوتهم وكرمهم وجودهم، فان لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟"، موضحا انه "قبل الاسلام كانوا هم حضارة العرب عندما كان أهل شبه الجزيرة العربية لا يتقنون القراءة، كان في اليمن مدنية، وكان في اليمن ملوك للعرب، فضل اليمنيين في الجهاد معروف وتشهد له بلاد المسلمين"، مشيرا الى ان "علماء وتجار اليمن أدخلوا الاسلام الى أندونيسيا أكبر البلاد الاسلامية، واليمنيون لا يحتاجون الى شهادة على عروبتهم واسلامهم، ومن يعتدي على الشعب اليمني يجب أن يبحث عن شهادة لاسلامه وعروبته".

ولفت السيد نصرالله الى "انهم حاولوا اعطاء الحرب بعدا طائفيا، بأنها حرب سنية شيعية، وهذا العدوان السعودي على اليمن هو لأهداف سياسية"، معتبرا ان "أكثر عنوان مضحك طرح خلال الاسابيع الماضية وهو عنوان الدفاع عن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة"، متسائلا:"من الذي يهدد الحرمين الشريفين؟ الشعب اليمني؟ الجيش اليمني؟، قائلا:"اليمنيون يعشقون رسول الله وآل البيت".

واضاف السيد نصرالله:"أقول لكم نعم هناك تهديد للحرمين الشريفين من قبل تنظيم " داعش"، فعندما أعلن أن دولة الخلافة ستهدم الكعبة لأنها مجموعة أحجار تعبد من دون الله وتتنافى مع التوحيد، عندها يكون الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية والفكر والثقافة الوهابية، وكتب التاريخ تشهد على ذلك".

واشار السيد نصرالله الى ان "الحرم النبوي مهدد، ولا نعرف متى سيتم تفجير قبر النبي محمد "ص"، أما الهدف الاخر للحرب فالمسؤولين السعوديين قالوا أنه من أجل الدفاع عن الشعبي اليمني"، متسائلا:"لكن الدفاع يكون عبر حصار 24 مليون يمني؟، وفقدان الطعام واللوازم الطبية؟"، معتبرا ان "الأسوأ ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال، ويقولون أن المسلحين هم بين المدنيين، وفضائيات "عاصفة الحزم" لم تعرض المشاهد وكل تلفزيون خائف من "عرب سات" لم يعرض مشاهد العنف والمجازر".

ولفت السيد نصرالها الى ان "المنازل هدمت والاسواق والمدارس والمستشفيات، ومخازن المواد الغذائية، وهذا هدفا كاذب"، متسائلا:"هل الدفاع عن اليمنيين يكون بقتل الشعب؟، وقالوا أن الهدف الاخر هو الدفاع عن الدولة اليمنية، فهل الدفاع يكون بقصف ادارات الدولة وموانئها، وقصف الجيش؟، وبعد كل هذا القتل هل هناك عاقل يصدق ان هذه الحرب هي من أجل اعادة عبد ربه منصور الى الرئاسة؟"، معتبرا انه "يمكن للبنانيين أن يستحضروا حرب تموز والعثور على التشابه بين الحربين، ونحن كنا المغامرين المنتصرين، والحرب واحدة والعقل واحد ولكن النتيجة واحدة".

ورأى السيد نصرالله ان "نتائج العدوان التي أعلنوا عنها بعد 22 يوما من القصف الجوي والصاروخي والبحري والغارات الكثيف، وتقدم كل أشكال الدعم الاستخباراتي للأميركيين، ودعم السعودية لداعش، منصور لم يعود الى عدن أو صنعاء، بل الفشل وصل الى أنه بسبب هذا العدوان أنتهى أمل عودة عبد ربه منصور رئيسا، والسعوديون عرفوا هذه الحقيقة، ولعل قد يكون ذلك سببا في تسمية البحاح نائبا للرئيس"، مضيفا:"قالوا أن الهدف منع وصول الجيش اليمني واللجان الشعبية الى عدن، لكنهم فشلوا، وقالوا أن هدف الحرب منع وصول الجيش الى بقية المحافظات وذلك فشل أيضا، والمحافظات أصبحت في يد الجيش اليمني وتنظيم "القاعدة" يتراجع، وقالوا أن الهدف كسر إرادة الشعب اليمني وإخضاعه لشروط، أما النتيجة فهي صمود يمني كبير جيشا وشعبا، وحماسة وعناد وثبات وصبر وطاقة مفاجئة على التحمل، واجتماعات قبائلية ومظاهرات ضخمة رغم القصف الجوي، ولا تبدو حتى هذه اللحظة أي علامة من علامات الانكسار".

ولفت السيد نصرالله الى ان "مزاج الشعب اليمني حاد وقوي، ومطالباتهم عالية جدا، والفشل في تحويل المواجهة الداخلية بين سني وشيعي، أو بين شمالي وجنوبي، وكل المعلومات تقول أن بعض الساكتين بدأوا يتكلمون، وهذا أيضا فشل".

واشار السيد نصرالله الى ان "من الأهداف المفترضة، هو حرب استباقية للتهديد المحتمل للسعودية، واذا لم يكن موجودا أصبح موجودا وأصبح قطعيا، والذي يتهم بالتهديد ما زال صابرا"، لافتا الى ان "هذه قيادة أنصار الله، والقائد العظيم عبد الملك الحوثي، وأصبحت الان فرصته للهجوم على السعودية والدخول اليها، والقبائل اليمنية والشعب اليمني يطالب بالرد، وهذا يدعى الصبر الاستراتيجي، وحول التهديد اللاموجود الى تهديد موجود"، مؤكدا ان "الشعب اليمني لا ينسى قتلاه، وسيثأر لقتلاه وخاصة لأنهم نساء وأطفال".

ولفت السيد نصرالله الى ان "اليمنيين حتى الان لم يذهبوا الى خياراتهم الحقيقة، وما يستطيع أن يفعله اليمني لم يفعل شيئا في وقت وصلت السعودية الى آخر الخط، ولا حل سوى بالهجوم البري"، مضيفا:"نعتقد أن الامور بحاجة الى وقت حتى يقتنع النظام السعودي أن الشعب اليمني لم يستسلم، لكن يبدوا أن بعضهم لديه آمال، وحتى هذه اللحظة لا يصغى الى الاصوات التي تطالب بالتسوية السياسية، وأغلب الاصوات في العالم تطالب بذلك، وعليهم أن يتواضعوا وأن يقبلوا بالوقائع"، مشيرا الى ان "مجلس الامن كان من المفترض أن يأخذ قرار وقف الحرب، لكنه قبل اقتراح الجلاد ويتجاهل الضحية بل يجدلها مع الجلاد، وهذا حالنا في لبنان وفلسطين، والقرار الدولي لا قيمة له مثل كل القرارات الاخرى".

ورأى السيد نصرالله انه "بات واضحا أن القصف الجوي لا يحسم المعركة، والهجوم البري مكلف، وليس أمام اليمنيين سوى الصمود، وهم جاهزون للحل السياسي، ويجب أن نشكر الشعب والحكومة الباكستانية على موقفهم، باكستان أي هند عام 1962"، داعيا القيادة المصرية والأزهر الشريف، الى "منع هدم بلد من بلاد النبي محمد كما منعوا هدم قبر النبي، حتى يزدادوا شرفا وكرامة، وللضغط على وقف الحرب ورعاية الحل السياسي"، مؤكدا ان "كل ما نريده للسعودية هو الخير ولا نطالب سوى بإيقاف الحرب".

ولفت السيد نصرالله الى ان "البعض يعتبر أن الانتقاد شتم، وبقولنا أن الوهابيين كادوا أن يهدموا قبر النبي، سيقولون أننا نشتم، وأنا أقول الحقيقة، واسمحوا لنا أن نتكلم"، مضفا:"شكرا سوريا اليوم لأنك صمدتي ولم تخضعي أو تستسلمي للفكر التكفيري، وكل ما كان يحصل بالعراق منذ 2003 كنا نعرفه ولم نكشف عنه، أما في البحرين دخلوا بالمباشر وعلنا وسحقت عظام البحارنة وقمع الحراك السلمي، وزج بالعلماء والقادة والشيخ علي سلمان بالسجون، وآلاف السجناء يعيشون في أسوأ الظروف، ومع ذلك حاولنا المقاربة من أجل الصلح، ونحن من دعاة الحوار الايراني السعودي".

واشار السيد نصرالله الى انه "لسنوات ايران تسعى للحوار مع السعودية، والتفاهم مع السعودية وتمديد الحوار ولكن السعودية دائما كانت ترفض وبشكل مسيء، فايران مستعدة ومؤمنة بالحوار مع السعودية، ولكن السعودية تكابر لأنها في سوريا فشلت وفي لبنان والعراق فشلت، وهي الان تبحث عن نجاح بقتل نساء وأطفال اليمن والبحرين".

ورأى السيد نصرالله انه "آن الاوان للحديث بوضوح، لا حرب بالواسطة، والسفير السعودي بواشنطن أعلن الحرب، والجيش السعودي يقصف ويدمر ويقتل، وهذه مملكة الخير، ورغم أننا ننادي بالحل السياسي، برأي آن الأوان أن يقف المسلمون والعرب والعالم الاسلامي ليقولوا للسعودي كفى".

واضاف السيد نصراله:"نسأل الشعوب العربية هذا الفكر الذي تحمله الجماعات التي تدمر المجتمعات ويدمر الجيوش والدول والامة، هذا فكر من؟ من أين جاء، ثقافة من؟ من الذي يدرس هذا الفكر، ومن الذي يبني مدارس لتعليم شباب المسلمين الفكر التكفيري، بكل وضوح السعودية تقوم بذلك من أموال المسلمين وحجاج بيت الله الحرام، ويجب أن يقف العالم ويقول للسعودية كفى".

واعلن السيد نصرالله "اننا وصلنا في "حزب الله" الى قناعة بعد حرب اليمن، أنه من أجل مصلحة لبنان الكبرى، ومصلحة شعوب الأمة، يجب أن يقف العالم كله وننتهي من الطمع بالمال السعودي، ونقول كفى، فالى أين يأخذون كل الذي يحصل"، معتبرا ان "الخاسر الاكبر هو فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين، والرابح الاكبر هو اسرائيل".

واكد السيد نصرالله ان "لا شيء سيمنعنا من مواصلة هذا الصوت العالي من أجل عباد الله الذين تسفك دمائهم في بلاد المسلمين، فداعش وجبهة النصرة وبوكو حرام، وحركة الشباب في الصومال، كل هؤلاء من أين، راجعوا ثقافتهم"، مشددا على "ضرورة الكف عن حروب التضليل بإسم الاسلام والحرمين الشريفين".

ولفت السيد نصرالله الى "اننا إختلفنا في لبنان على موضوع اليمن، وسوريا وعلى لبنان، فنصيحتي لبعض الناس عدم الاحتفال بنصر "عاصفة الحزم" منذ الآن، فمنذ 4 سنوات بنيتم استراتيجيات وتحالفات على قاعدة أن النظام السوري سيسقط بعد شهرين ولكن هذه السنة الخامسة، فلكم قراءة ولنا قراءة، وليس من الصحيح أن نشتم بعض أو أن نعتبر أن النقد شتم"، داعيا الى ان "يحتفظ كل منا بموقفه، ويعبر عن موقفه بالطريقة المناسبة مع الالتزام بالضوابط الاخلاقية، فنحن في لبنان نريد أن نعمل معا، ولا نريد أن ننقل الخلاف في الموضوع اليمني الى لبنان".

وختم بالقول:"اليمنيون سيصمدون ويملكون الكفاءة والقيادة والجيش، ومن كان لديه هذه الصفات، هو منتصر لا محالة".