أشار متصلون بسفراء عواصم غربية بارزة إلى بضع ملاحظات عن تقويمهم لحوار تيار المستقبل وحزب الله، اولاها، اطراء التواصل بين الفريقين ما دام يبقي لبنان خارج احتدام النزاع الاقليمي، ويحيد به عنه. ورغم ارتفاع نبرة التصعيد بينهما في الاسابيع الاخيرة، الا ان المهم في ما يفعلان ويثابران عليه: لا يزالان يتحدثان، ويجلسان وجهاً لوجه، ويحترمان مواعيد الجولات ومستوى التمثيل فيها وجدول الاعمال. لم يتسبّبا بعد، تحت وطأة اتساع انقسام موقفيهما من النزاع اليمني والعداء السعودي ــــ الايراني، بتعطيل اي من جولات الحوار او عرقلتها، او توقفهما عنها، او الخروج بعدها بموقف معلن يهدد دوام هذا الحوار.

ونقلت "الأخبار" عن هؤلاء المتصلين بالسفراء انه "من غير المتوقع انبثاق عناصر تسوية بين المتحاورين، او الذهاب الى ابعد من التواصل الآني في مواكبة الغليان الاقليمي. لا يتعدى جدول اعمالهما الخوض في الشق الامني حصراً، والتركيز على الاستقرار الداخلي والحؤول دون اي عامل لتفلته، ومحاولة اقتراب احدهما من الآخر من تعريف مشترك للارهاب الذي يجبهه لبنان بغية التوصل الى تصوّر مشترك لمواجهته. وقد لا يكون المطلوب منهما سوى ذلك في المرحلة الحاضرة".

ولاحظ السفراء ايضا ان الطموحات التي يبديها الفريقان من حوارهما متواضعة، وربما اكثر مما يجب. منذ الجولة الاولى في كانون الاول الماضي، لم يخرج تيار المستقبل وحزب الله سوى بتفاهمهما على تنفيس الاحتقان ومناقشة خطط امنية في البقاع الشمالي وبيروت، ورفع الغطاء عن اي مخل او مرتكب، وسبل تسهيل عمل حكومة الرئيس تمام سلام، لافتين إلى انه "من المبالغ به الاعتقاد بأن الفريقين سيخوضان في انتخابات رئاسة الجمهورية كما يوحيان. بل يبدو الاستحقاق هو سقف ما يتداولانه، وكل منهما يعرف انه لا يسعه التفرّد بقرار الرئاسة، ولا الاثنان معا كذلك، من دون وجود الشريك المسيحي اولا، والظرف الاقليمي الملائم للبحث جديا في انتخاب الرئيس ثانيا".

وكشف السفراء ايضا عن ان الاستحقاق لم يعد في رأس سلم احاديثهم مع الزعماء والافرقاء اللبنانيين، ويكتفون في معظم الاحيان بالتركيز على الاستقرار الداخلي وتضامن حكومة سلام واستمرارها كممثل للشرعية اللبنانية في غياب رئيس الدولة.

ورأوا ان حوار تيار المستقبل وحزب الله يرسل اشارات متناقضة في وقت واحد: يحاور قادة الفريقين برؤوس حامية، وكل منهما يتصرّف على انه ليس محايدا حيال ما يجري في المنطقة بازاء الصراع الايراني ــــ السعودي، بل منخرط في حملة حليفه الاقليمي، فيما الارض تحت اقدامه هادئة وقادرة من خلال طاولة الحوار على منع اي زعزعة للاستقرار، او اضطراب ينجم عن الاشتباك الاقليمي".