ذكر السفير الروسي في لبنان ​ألكسندر زاسبكين​ بأنّ الإستفتاء الذي أعيدت بموجبه شبه الجزيرة الإستراتيجية ومدينة سيباستوبول على البحر الأسود الى ​روسيا​ الإتحادية، لم يكن وليدَ لحظة الأحداث في أوكرانيا. فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وفي بداية التسعينات جرَت عدة محاولات لعودة القرم الى حضن الأمّ، لكنّ الظروف لم تنضَج لتحقيق ما جرى في 2014.

ولفت في حديث صحفي إلى ان "الهدف كان تأمين حق الناس في تقرير مصيرهم وحمايتهم من القوميين الراديكاليين الذين وصلوا إلى السلطة في كييف"، محَذّراً من "الثورات الملوّنة التي أصبحت ظاهرةً تشمل عدداً كبيراً من الدوَل والأسلوب الأساسي للمؤامرة ضد الدول والشعوب، فدوَل الشرق الأوسط أيضاً طالتها هذه المؤامرة".

وذكّر بـ"أهمية ميناء سيفاستوبول مجد البحرية الروسية منذ أكثر من 250 سنة. فطالما كانت سيفاستوبول ميناء روسيا في البحر الأسود على المياه الدافئة مع منفذ مباشر على البحر الأبيض المتوسط ومنه على العالم أجمع"، لافتا إلى ان "ما جرى في أوكرانيا هجمةٌ ضدّ روسيا، هجمةٌ يجب ان نقاومها، وما تعرَّضنا له ليس فقط بسبب موقفِنا من أوكرانيا بل ضد استقلالية نهج روسيا على الساحة الدولية".

ورفض مقاربة موضوع القرم من ناحية الربح والخسارة. مشَدّدا على أنّ أنضمام القرم ليس لديه معنى مادّي بل يحمل معنى أخلاقياً. وقال: "إذا نظرنا فقط الى تاثير العقوبات علينا، كنّا لنفقدَ مصداقية روسيا عالمياً. ونكون خضعنا للمطالب الغربية، وعندها سيكون ذلك نهايةً لروسيا كدولة مستقلة. العقوبات طرحها الغرب، وأن نتحمّلَ الأعباء شيءٌ طبيعي".

ولفت إلى أنّه "بعد الحرب الباردة بدأ يتّضح نهج توسّع الغرب بدلاً من السير باقتراحنا بشراكة على الصعيد الدولي. الموضوع ليس مقايضة، هناك ثَمنٌ ندفعه نتيجة مواقفنا، المهمّ المستقبل لروسيا كدولة مستقلة".

وفي الملف الرئاسي اللبناني، أوضِح زاسبكين أنّه "ليس لروسيا موقفٌ خاص من أيّ مرشّح للانتخابات الرئاسية في لبنان، وبالتالي موقفُنا يأتي في إطار رغبة المجموعة الدولية بإنجاز هذا الاستحقاق".

وعن لقاء بكركي الذي دعا إليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، أوضح انه "ليس لدينا مصلحة لترشيح شخصية معيّنة، نحن نعمل في الإطار العام للتأثير على القوى السياسية للاستعجال في حلّ الموضوع، القرار لبنانيّ، وتأثيرُنا له حدود، لا نستطيع أن نضغط على اللبنانيين ليقرّروا ما هو المناسب لهم".